إذا لم تكن بلغتهم الدعوة، وإن بلغتهم الدعوة (1) وأكدت الحجة عليهم بالدعاء فحسن. وإن قوتلوا قبل أن يدعوا (2) وكانت الدعوة قد بلغتهم فلا حرج.
وقد أغار رسول الله (صلع) على بنى المصطلق وهم غارون [يعنى غافلون، والغرة الغفلة] (3) فقتل مقاتلتهم (4) وسبى ذراريهم ولم يدعهم في الوقت.
قال على صلوات الله عليه: قد علم الناس اليوم ما يدعون إليه.
وعن علي أن رسول الله (صلع) أمر بإعلان الشعار قبل الحرب وقال:
ليكن في شعاركم اسم من أسماء الله. وهذا، والله أعلم، استحباب لا إيجاب.
وقد روينا عن علي صلوات الله عليه أنه قال: كان شعار أصحاب رسول الله (صلع) يوم بدر: يا منصور أمت (5). وكان شعار المهاجرين يوم أحد: يا بنى عبد الله، والخزرج: يا بنى عبد الرحمن، والأوس: يا بنى عبيد الله.
وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال: قدم ناس من مزينة (6) على رسول الله (صلع) فقال: ما شعاركم؟ قالوا: حرام، قال: بل شعاركم حلال.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: حرض رسول الله (صلع) يوم حنين، فقال:
من استؤسر من غير جراحة مثخنة (7) فليس منا.
وعن علي (ع) أنه حرض الناس على منبر الكوفة، فقال: يا معشر أهل الكوفة، لتصبرن على قتال عدوكم أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: الفرار من الزحف من الكبائر.
قال (8) جعفر بن محمد صلوات الله عليه إنه قال: من فر من اثنين فقد فر، ومن فر من ثلاثة، لم يكن فارا، لان الله عز وجل افترض (9) على المسلمين