فإذا أردتم الحملة فليبدأ (1) صاحب المقدمة فإن تضعضع دعمته شرطة (2) الخميس، فإن تضعضعوا حملت المنتجبة ورشقت الرماة، ويقف الطلائع (3) والمسالح في الأطراف والغياض والإكام للتحفظ من المكامن، وإن ابتدأكم العدو بالحملة فأشرعوا الرماح واثبتوا واصبروا ولتنضح الرماة، وحركوا الرايات، وقعقعوا الجحف (4) وليبرز (5) في وجوههم أصحاب الجواشن (6) والدروع، فإن انكسروا أدنى كسرة فليحمل عليهم الأول فالأول، ولا يحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدو (7)، فإن لم يقم فادعموه شيئا شيئا، والزموا مصافكم واثبتوا في مواقفكم، فإذا استحقت الهزيمة فاحملوا بجماعتكم على التعابى غير مفترقين ولا منفضين (8)، وإذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التعابى.
وعنه (ع) أنه قال: إن زحف العدو إليكم فصفوا على أبواب الخنادق (9)، فليس هناك إلا السيوف ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف ولا تنظروا في وجوههم ولا يهولنكم (10) عددهم. وانظروا إلى أوطانكم من الأرض، فإن حملوا عليكم فاجثوا على الركب واستتروا بالأترسة (11) صفا محكما لا خلل فيه، وإن أدبروا فاحملوا عليهم بالسيوف، وإن ثبتوا فاثبتوا (12) على التعابى.
وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا (13) القوم (14)، وإن كانت وأعوذ بالله فيكم هزيمة فتداعوا واذكروا الله (15) وما توعد به من فر من الزحف، وبكتوا من رأيتموه