نبي الله حقا من قبل القلوب لا الزحم بالمناكب ومفارقة القلوب، (3) والجهاد في سبيل الله، (4) والصيام في الهواجر، (5) وإسباغ الوضوء في السبرات، (7) والمحافظة على الصلوات (7) والحج إلى بيت الله الحرام.
وعن أبي جعفر محمد بن علي (ع) أنه قال: أوصى رسول الله (صلع) أسامة بن زيد فقال: يا أسامة، عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلج (1) عنها قال أسامة: يا رسول الله، وما أيسر ما تقطع به تلك الطريق؟ قال: الظماء في الهواجر، وكسر النفوس عن لذة الدنيا. يا أسامة، عليك بالصوم فإنه جنة من النار، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل، يا أسامة عليك بالصوم، فإنه قربة إلى الله، وذكر (2) الحديث بطوله.
وعن جعفر بن محمد (صلع) أنه قال: قام أبو ذر رحمه الله. عند باب الكعبة فقال: أيها الناس، أنا جندب بن السكن الغفاري، إني لكم ناصح شفيق، فهلموا، فاكتنفه (3) الناس، فقال: إن أحدكم لو أراد سفرا لاتخذ من الزاد ما يصلحه، فطريق يوم القيمة أحق ما تزودتم له، فقام رجل فقال:
فأرشدنا يا أبا ذر، فقال: حج حجة لعظائم الأمور، وصم يوما لزجرة النشور، وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة حق تقولها، أو كلمة سوء تسكت عنها، صدقة منك على مسكين لعلك تنجو من يوم عسير. اجعل الدنيا كلمتين: كلمة في طلب الحلال وكلمة في طلب الآخرة، وانظر كلمة تضر ولا تنفع فدعها، اجعل المال درهمين: درهم قدمته لآخرتك ودرهم أنفقته على عيالك كل يوم صدقة.
وعن رسول الله (صلع) أنه قال: نوم الصائم عبادة، ونفسه تسبيح.
وعنه (صلع) أنه قال: يقول الله عز وجل (4): الصوم لي وأنا أجزى به، وللصائم فرحتان، فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه، والذي نفس محمد