الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فرسول الله (صلع) في هذا الموضع من النبيين، ونحن الصديقون والشهداء، وأنتم الصالحون، هل سررتك يا أبا محمد؟ قال: نعم، فزدني، جعلت فداك، قال: ذكركم الله في كتابه، فقال (1): قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله (2)، والله ما عنى الله غيركم، هل سررتك يا أبا محمد؟ قال: نعم، فزدني، جعلت فداك، قال: ذكركم الله في كتابه فقال: (3) قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولوا الألباب، فأنتم والله أولوا الألباب، هل سررتك يا أبا محمد؟ قال: نعم، فزدني، جعلت فداك.
قال: قال الله عز وجل: (4) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، أنتم عباده الذين عنى، هل سررتك يا أبا محمد؟ قال: نعم، فزدني، جعلت فداك. قال: كل آية في كتاب الله تشوق إلى الجنة وتذكر الخير فهي فينا وفى شيعتنا، وكل آية تحذر النار وتذكر أهلها فهي في عدونا، ومن خالفنا.
ثم سمع الناس يحجون وهو يومئذ بالأبطح فقال: ما أكثر الحجيج، وأقل الحجيج، والله ما يتقبل الله إلا منك ومن أصحابك، ثم قام فانصرف إلى منزله.
ومن هذا ما يطول ذكره لو تتبعناه، وفى ما ذكرنا منه بلاغ وكفاية وبشرى من الله ومن أوليائه للمؤمنين، والحمد لله رب العالمين.