وأعمال البر كلها إلا منكم، إن الناس أخذوا يمينا وشمالا ههنا وههنا وأخذتم حيث أخذ نبي الله وأولياء الله، وإن الله اختار من عباده محمدا وآله، فاخترتم ما اختار الله، فاتقوا الله وأدوا الأمانة إلى الأسود والأبيض وإن كان حروريا (1) وإن كان شاميا وإن كان أمويا.
وعن رسول الله (صلع) أنه قال: شيعة علي هم الفائزون.
وعن أبي جعفر أنه قال لقوم من شيعته: إنما يغتبط أحدكم إذا بلغت نفسه إلى ههنا، وأومى بيده إلى حلقه، ينزل عليه ملك الموت فيقول: أما ما كنت ترجوه فقد أعطيته، وأما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة، فيقول له: انظر إلى مسكنك من الجنة، وهذا رسول الله (صلع) وعلى (2) والحسن والحسين، هم رفقاؤك.
قال أبو جعفر (ع) وهو قول الله عز وجل: (3) الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة، وروينا عن رسول الله (صلع) أنه قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا، قال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا رسول الله، وإن شهد الشهادتين؟
قال: نعم، إنما حجر (4) بذلك سفك دمه، وإن ربى وعدني في علي وشيعته خصلة، قيل: وما هي، يا رسول الله؟ قال: المغفرة لمن آمن منهم واتقى، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، ولهم تبدل السيئات (5) حسنات.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: إن الحسن والحسين اشترك في حبهما البر والفاجر، والمؤمن والكافر، وأنه كتب لي أن لا يحبني كافر ولا يبغضني مؤمن.
وسئل أبو جعفر (ع) عن قول الله عز وجل (6): قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله