المنطق - الشيخ محمد رضا المظفر - الصفحة ١٢٤
1 - بالمساوي في الظهور والخفاء، كتعريف الفرد بأنه " عدد ينقص عن الزوج بواحد " فإن الزوج ليس أوضح من الفرد ولا أخفى، بل هما متساويان في المعرفة. وكتعريف أحد المتضايفين بالآخر وأنت إنما تتعقلهما معا، كتعريف الأب بأنه " والد الابن " وكتعريف الفوق بأنه " ليس بتحت "...
2 - بالأخفى معرفة، كتعريف النور بأنه " قوة تشبه الوجود ".
الثالث: ألا يكون المعرف بالكسر - عين المعرف بالفتح - في المفهوم، كتعريف الحركة بالانتقال والإنسان بالبشر تعريفا حقيقيا غير لفظي، بل يجب تغايرهما إما بالإجمال والتفصيل كما في الحد التام، أو بالمفهوم كما في التعريف بغيره.
ولو صح التعريف بعين المعرف لوجب أن يكون معلوما قبل أن يكون معلوما (1) وللزم أن يتوقف الشئ على نفسه، وهذا محال. ويسمون مثل هذا " نتيجة الدور " الذي سيأتي بيانه.
الرابع: أن يكون خاليا من الدور (2). وصورة الدور في التعريف:
أن يكون المعرف - بالكسر - مجهولا في نفسه، ولا يعرف إلا بالمعرف - بالفتح - فبينما أن المقصود من التعريف هو تفهيم المعرف - بالفتح - بواسطة المعرف - بالكسر - وإذا بالمعرف - بالكسر - في الوقت نفسه إنما يفهم بواسطة المعرف - بالفتح - فينقلب المعرف - بالفتح - معرفا - بالكسر -.
وهذا محال، لأنه يؤول إلى أن يكون الشئ معلوما قبل أن يكون معلوما، أو إلى أن يتوقف الشئ على نفسه.

(1) أي: لوجب أن يكون معلوما (لكونه معرفا) حين كونه مجهولا (لكونه معرفا) فإن المعرف هو المعلوم التصوري الموصل إلى مجهول تصوري هو المعرف، وكون الشئ معلوما ومجهولا هو اجتماع متقابلين، هما الملكة وعدمها.
(2) راجع شرح الشمسية: ص 81، وشرح المطالع: ص 104، والإشارات وشرحه: ص 107.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست