وفي كنز العمال: 12 / 561، عن ابن المبارك والهروي في الجامع: (: قال عمر بن الخطاب: حدثني يا كعب عن جنات عدن. قال: نعم يا أمير المؤمنين، قصور في الجنة لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حاكم عدل.
فقال عمر: أما النبوة فقد مضت لأهلها، وأما الصديقون فقد صدقت الله ورسوله، وأما الحكم العدل فإني أرجو الله أن لا أحكم بشئ إلا لم آل فيه عدلا، وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة؟!). انتهى.
وفي بغية الباحث ص 291: (قرأ عمر على المنبر: جنات عدن وقال: هل تدرون ما جنات عدن؟ قصر من الجنة له خمسة آلاف باب على كل باب خمسة وعشرون ألفا من الحور العين! لا يدخله إلا نبي، هنيئا لك يا صاحب القبر وأشار إلى قبر رسول الله (ص). أو صديق، هنيئا لأبي بكر. أو شهيد، وأنى لعمر بالشهادة. وإن الذي أخرجني من منزلي بالحثمة قادر على أن يسوقها إلي)! انتهى.
وهذا الكلام يدل على أن عمر كان يتوقع الشهادة كما وعده كعب الأحبار!
والحثمة محلة صخرية قاحلة قرب مكة، سكنها قوم عمر بنو عدي بعد أن سرقوا جملا، وطردوهم من مكة!
وروى ابن شبة في تاريخ المدينة: 3 / 891: (لما قدم عمر من مكة في آخر حجة حجها أتاه كعب فقال: يا أمير المؤمنين أعهد فإنك ميت في عامك، قال عمر: وما يدريك يا كعب؟ قال: وجدته في كتاب الله. أنشدك الله يا كعب هل وجدتني باسمي ونسبي عمر بن الخطاب؟ قال: اللهم لا، ولكني وجدت صفتك وسيرتك وعملك وزمانك)!!
ومن أمثلة تأثير كعب على عمر: أنه أقنعه بأن الجراد يولد من أنف الحوت!!