ومع الأيام وترسخ حب عمر، صار قول هذا الحاخام المقرب من عمر، حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله روته مصادرهم مسندا عن أبي هريرة، وابن عباس، وأنس، وجابر وخزيمة، وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وآله! وقال بعض الرواة إنه رأى الحوت وهو يعطس جرادا كما في تفسير ابن كثير: 2 / 106، وغيره!
وقال ابن كثير في تفسيره: 2 / 105: (وقد روي عن جماعة من الصحابة عن النبي (ص) بنحوه، وقد روى الامام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة من طرق عن حماد بن سلمة حدثنا أبو المهزم هو يزيد بن سفيان سمعت أبا هريرة يقول: كنا مع رسول الله (ص) في حج أو عمرة فاستقبلنا جراد فجعلنا نضربهن بعصينا وسياطنا فنقتلهن فسقط في أيدينا فقلنا ما نصنع ونحن محرمون فسألنا رسول الله (ص) فقال: لا بأس بصيد البحر)!
وفي سبل الهدى: 9 / 78: (وروى أبو داود وضعفه، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: الجراد من صيد البحر. وروى ابن ماجة عن أنس وجابر أن رسول الله (ص) قال: الجراد نثرة الحوت في البحر)!!
والهدف من هذه الأحاديث تحليل صيد الجراد للمحرمين! ولولا أن كعبا نفسه كان أفتى بأن الجراد من صيد البر، وجعل الكفارة على المحرم إن صاده درهمين واشتهر ذلك عنه، لنجح تحليله، وصار مجمعا عليه عندهم!
قال ابن قدامة في المغني: 3 / 534: (واختلفت الرواية في الجراد، فعنه (ص): هو من صيد البحر لاجزاء فيه، وهو مذهب أبي سعيد، قال ابن المنذر قال ابن عباس وكعب: هو من صيد البحر. وقال عروة: هو نثرة حوت، وروي عن أبي هريرة قال. أصحابنا ضرب من جراد فكان رجل منا يضرب بسوطه وهو