جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شئ إلا بسم الله الرحمن الرحيم! فأتى باب النبي (ص) يسأله عن ذلك، وجاء آخر وآخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا: ما جمعهم؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم النبي (ص) فأخبروه خبرهم، وسألوه عن السورة؟ فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة فنسخت من صدورهم، ومن كل شئ كانت فيه!!
وروى مثلا آخر عن أبي موسى الأشعري قال: (نزلت سورة مثل براءة ثم رفعت! فحفظ منها: إن الله يؤيد الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب...
وروى عن مجاهد قال: إن الأحزاب كانت مثل البقرة أو أطول!
وعن أبي بن كعب أنه قال: (والذي أحلف به لقد نزلت على محمد (ص) وإنها لتعادل البقرة أو تزيد عليها).
وعن ابن مسعود أنه قال: (أنزلت على رسول الله (ص) آية فكتبتها في مصحفي فأصبحت ليلة فإذ الورقة بيضاء! فأخبرت رسول الله (ص) فقال: أما علمت أن تلك رفعت البارحة). انتهى.
ولا يمكننا تصديق هذه الروايات، فإنها في أحسن حالاتها أخبار آحاد لا تنهض لإثبات أمر كبير، لو كان لبان، لرواه غير هؤلاء!!
* * ثم قال ابن الجوزي: القسم الثاني ما نسخ رسمه وبقي حكمه:
وطبقه على آية عمر (فالرجم حق على من زنا..) وآية عمر الأخرى: (فإنه