فقد كان عمر يحب الجراد، وربما أكله يابسا، ففي سنن البيهقي: 9 / 257: (عن سنان بن عبد الله الأنصاري يقول سألت أنس بن مالك عن الجراد فقال خرجنا مع رسول الله (ص) إلى خيبر ومع عمر بن الخطاب قفعة فيها جراد قد احتقبها وراءه، فيرد يده وراءه فيأخذ منها فينا ولنا).
وفي ص 258: (عن سعيد بن المسيب أن عمر وابن عمر والمقداد بن سويد وصهيبا أكلوا جرادا فقال عمر: لو أن عندنا منه قفعة أو قفعتين ونأكل منه). قال أبو عبيد: القفعة شئ شبيه بالزنبيل ليس بالكبير يعمل من خوص وليست له عرى.
وقد أعجب عمر بفتوى لكعب بأن صيد الجراد حلال للمحرمين للحج والعمرة، لأن الحرام عليهم صيد البر، والجراد من صيد البحر، لأنه يتولد من أنف الحوت، ويعطسه عطسا من أنفه كل ستة أشهر مرة!!
ففي موطأ مالك: 1 / 352: (عن عطاء بن يسار، أن كعب الأحبار أقبل من الشام في ركب حتى إذا كانوا ببعض الطريق، وجدوا لحم صيد فأفتاهم كعب بأكله قال فلما قدموا على عمر بن الخطاب بالمدينة. ذكروا ذلك له. فقال: من أفتاكم بهذا؟ قالوا: كعب. قال: فإني قد أمرته عليكم حتى ترجعوا.
ثم لما كانوا ببعض طريق مكة، مرت بهم رجل من جراد فأفتاهم كعب أن يأخذوه فيأكلوه. فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكروا له ذلك فقال: ما حملك على أن تفتيهم بهذا؟ قال: هو من صيد البحر. قال: وما يدريك؟ قال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده. إن هي إلا نثرة حوت ينثره في كل عام مرتين). (ورواه عبد الرزاق: 4 / 435، وغيرهما)