قال في صحيحه: 6 / 96: (سورة قل أعوذ برب الفلق... عن زر بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين. فقال: سألت رسول الله (ص) فقال: قيل لي فقلت. فنحن نقول كما قال رسول الله (ص)... سورة قل أعوذ برب الناس... وحدثنا عاصم عن زر قال: سألت أبي بن كعب: قلت أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال أبي: سألت رسول الله (ص) فقال لي: قيل لي فقلت! قال: فنحن نقول كما قال رسول الله (ص)!! انتهى.
وبذلك يكون البخاري متوقفا في أن المعوذتين من القرآن، لإعراضه عن رواية الجهني التي رواها في تاريخه!!
فإن قلت: توجد مواضع متعددة من صحيح البخاري صرح فيها عند ذكر بعض الآيات من هاتين السورتين بقوله: قال تعالى.. وهذا يؤكد أنه يرى أنهما من القرآن. فقد قال في كتاب القدر: (وقوله تعالى: قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق). وقال في كتاب الطب: (باب السحر وقول الله تعالى: ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر.... وقوله تعالى: ومن شر حاسد إذا حسد. وقال في كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: ملك الناس.
فالجواب: أن البخاري يعرف الاختلاف في أن المعوذتين من القرآن أم زائدتان؟! ومع ذلك تعمد أن يروي رواية التشكيك فيهما فقط ويترك الروايات التي تثبت أنهما من القرآن! فلماذا ترك أحاديث صحيحة على شرطه، وقد روى بعضها الحاكم؟!
لذلك فإن ما ذكره من كلمات ظاهرها أنه يعتقد بقرآنية المعوذتين، يزيد الإشكال عليه: بأنك عندما وصلت إلى أحاديث أنهما من القرآن، وعمدتها عندك وعند أستاذك ابن خزيمة أحاديث الجهني.. لم ترو شيئا منها! ورويت