أما البخاري فروى تعويذ النبي صلى الله عليه وآله للحسنين صلى الله عليه وآله بغير المعوذتين، قال في: 4 / 119: (عن ابن عباس قال: كان النبي (ص) يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة). (ونحوه ابن ماجة: 2 / 1165، وأبو داود: 2 / 421، والترمذي: 3 / 267، وأحمد: 1 / 236 و 270، والحاكم: 3 / 167 و: 4 / 416 وقال في الموردين: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).
ورواه البخاري بعدة روايات عن عائشة لكنها لم تسم الحسنين صلى الله عليه وآله! قال في: 7 / 24: (عن مسروق عن عائشة أن النبي (ص) كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: الله رب الناس أذهب الباس واشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما).
وفي: 7 / 26: (قالت: كان النبي (ص) يعوذ بعضهم يمسحه بيمينه... أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما). (ونحوه أحمد: و 6 / 44 و 45.. إلخ).
ورواه مجمع الزوائد: 5 / 113، بعدة روايات، وفي إحداها تفصيل جميل وهي عن عبد الله بن مسعود قال: (كنا جلوسا مع رسول الله (ص) إذ مر به الحسين والحسن وهما صبيان فقال: هاتوا ابني أعوذهما مما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق، قال: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة. رواه الطبراني وفيه محمد بن ذكوان وثقه شعبة وابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات). انتهى.
وبهذا العمل النبوي المكرر ارتبطت المعوذتان في أذهان جيل الصحابة بالحسنين صلى الله عليه وآله، وسرى إليهما منهما الحب أو الحسد! ولهذا حاول بعضهم حذفهما من القرآن وأن يضع بدلهما (سورتي) الحفد والخلع اللتين كان يقرأ بهما عمر في صلاته!