جاءكم رسول من أنفسكم إلى آخر السورة، قال: فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدهما مع أحد منهم، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنهما فلم أجدهما مع أحد منهم!! حتى وجدتهما مع رجل آخر يدعي خزيمة أيضا من الأنصار فأثبتهما في آخر (براءة)!! قال زيد: ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة واحدة). انتهى.
فالآية من سورة التوبة، والذي وجدها زيد، مع خزيمة آخر، والوقت بقرينة بقية الرواية زمن جمع عثمان للمصحف!
ومن الطريف أن زيد بن ثابت يدعي أنه كان صاحب قرار في تدوين المصحف الإمام، وأنه كان يتصرف برأيه كأنه لا يوجد أحد غيره! وأنه لو كان ما عثر عليه ثلاث آيات لجعلها سورة مستقلة وصار قرآننا 115 سورة!! وربما كان اسم السورة الأخيرة: (سورة زيد بن ثابت)!
وقد أطال الباحثون والمستشرقون في أمر آيات آل خزيمة، لأنها تثير الشبهة على القرآن، وأن فيه آيات كتبت بشهادة شخص واحد فهي غير متواترة، وبذلك تبطل دعوى المسلمين بتواتر قرآنهم!
وهذا الإشكال يرد على الذين يثقون بزيد بن ثابت، ويصدقون مبالغاته ومبالغات أمثاله، التي فتحت على القرآن والوحي والنبي صلى الله عليه وآله بابا دخل منه المستشرقون وأعداء الإسلام فوجهوا سهامهم إلى الإسلام والقرآن!
أما الحقيقة، فهي أن نسخ القرآن كانت كثيرة ميسرة، وأن حفظة القرآن ومدونيه من أهل البيت عليه السلام وبقية الصحابة كانوا حاضرين على مشروع توحيد نسخة القرآن، وأن زيدا كان كاتبا من الكتاب، وأنه كذب في تضخيم دوره في جمع القرآن! وكذب في أنه كتبه زمن أبي وعمر للدولة! نعم قد