لقد صار معناها أن القرآن نزل من عند الله تعالى على سبعة أحرف، ثم صار في زمن عثمان إلى حرف واحد!! فيكون حديث عمر مفصلا لمشكلة اضطراب القراءة في زمنه فقط! فهل رأيتم حديثا نبويا لا دور له إلى يوم القيامة إلا أداء وظيفة خاصة وهي تسكين مشكلة اختلاف القراءات آنيا؟!
ثالثا: إن التوسعة على الناس والتسامح في نص القرآن مسألة كبيرة وخطيرة! فكيف لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وآله لعامة الصحابة والمسلمين، ثم عرفت على يد عمر عندما وجدت مشكلة تفاوت القراءات؟!
وأكبر دليل على أنها لم تكن موجودة وأن الذي اخترعها عمر، أن المسلمين كانت عندهم حساسية من أدنى تغيير في ألفاظ القرآن، وكان هذا سبب اختلافهم في القراءة، فلو أن النبي صلى الله عليه وآله أجاز لهم التوسع في ألفاظه وتبديلها كما زعم عمر، لما اختلفوا!
بل رووا أن النبي صلى الله عليه وآله كان يؤكد على الدقة والحساسية حتى في الأدعية التي يعلمهم إياها! ففي البخاري: 1 / 67: (عن البراء بن عازب قال: قال لي النبي (ص): إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت.
فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به.
قال: فرددتها على النبي (ص)، فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت)! انتهى.
فما دام النبي صلى الله عليه وآله لا يقبل تغيير لفظة النبي بالرسول، فكيف يرضى بتغيير