وعليه، لابد من القول إن الأعضاء الإستشاريين كانوا كثيرين، وأن يكون حذيفة في طليعتهم، وعلي عليه السلام مرجعهم، وأن الأعضاء الكتاب والنساخين كانوا كثيرين أيضا، وكان أبرزهم زيد بن ثابت.
والظاهر أن اسم أبي بن كعب جاء في اللجنة بدل اسم ابنه محمد بن أبي بن كعب، لأن أبيا توفي في زمن عمر، وقد ورد اسم ولده محمد بأنه سلم مصحف أبيه كعب إلى الخليفة عثمان. وقد أشكل المستشرقون على ذكر أبي بن كعب في لجنة جمع القرآن وضخموا ذلك، وأرادوا أن يطعنوا بسببه في نسخة القرآن، على عادتهم السيئة!
ومن الذي هو آخرهم عهدا بالعرضة الأخيرة، غير علي عليه السلام الذي كان ملازما للنبي صلى الله عليه وآله، والذي رووا أنه جمع القرآن بعد وفاته صلى الله عليه وآله واعتذروا له عن تأخره عن بيعة أبي بكر بأنه كان مشغولا بجمع القرآن؟!
أما ما جاء في الرواية من أنهم كتبوه عن صحف عمر عند حفصة، فيرده ما ثبت من امتناعها عن إعطائها لهم حتى ماتت! كما يرده رسالة عثمان إلى الأمصار التي بعثها مع المصاحف، وذكر فيها أسماء أربعة من اللجنة، ولم يذكر أي صعوبات مما ذكرته روايات عمر وزيد في جمع القرآن، بل بشر عثمان المسلمين بأنه نسخ لهم نسخ القرآن عن آخر نسخة غضة طرية مسموعة من فم رسول الله صلى الله عليه وآله، لكنه نسب النسخة إلى عائشة!!
قال في تاريخ المدينة: 3 / 997: (عن أبي محمد القرشي: أن عثمان بن عفان كتب إلى الأمصار: أما بعد فإن نفرا من أهل الأمصار اجتمعوا عندي فتدارسوا القرآن، فاختلفوا اختلافا شديدا، فقال بعضهم قرأت على حرف أبي الدرداء.