وكان المقداد، وعمار، وطلحة، والزبير، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان، وخوفوه، وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع، فجاء عمار به فقرأ منه صدرا، وقال:
أعلي تقدم من بينهم، ثم أمر غلمانه، فمدوا يديه ورجليه، ثم ضربه عثمان على مذاكيره فأصابه فتق، وكان ضعيفا كبيرا، فغشي عليه (1).
وكان عمار يقول: ثلاثة يشهدون على عثمان بالكفر، وأنا الرابع: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (2).
وقيل لزيد بن أرقم: بأي شئ أكفرتم عثمان؟ فقال: بثلاث:
جعل المال دولة بين الأغنياء، وجعل المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بمنزلة من حارب الله ورسوله، وعمل بغير كتاب الله (3).
وكان حذيفة يقول: ما في عثمان بحمد الله أشك، لكني أشك في قاتله: لا أدري، أكان قتل كافرا؟ أو مؤمن خلص إليه النية، حتى قتله أفضل المؤمنين إيمانا (4)؟.
مع أن النبي صلى الله عليه وآله كان يقول: " عمار جلدة ما بين العين والأنف " (5) وقال: " ما لهم ولعمار، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار " (6).
وقال: " من عادى عمارا عاده الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله " (7).
وأي ذنب صدر من عمار؟ وأي كلام غليظ وقع منه استوجب به