السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٨
ومن ثم قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله مامن رسول إلا وقد أسرى به راكبا على ذلك البراق هذا كلامه وقد تقدم أن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه حمل هو وهاجر وولدهما يعنى إسماعيل على البراق إلى مكة وفى تاريخ الأزرقي وكان إبراهيم يحج كل سنة على البراق فعن سعيد بن المسيب وغيره أن البراق هو دابة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي كان يزور عليها البيت الحرام وعلى تسليم أنه لم يركب البراق أحد قبله صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن دحية ووافقه الإمام النووي فقول جبريل عليه الصلاة والسلام ما ركبك ونحوه لا ينافيه لأن السالبة تصدق بنفي الموضوع ومن ثم قال في الخصائص الصغرى وخص صلى الله عليه وسلم بركوب البراق في أحد القولين أي وقيل إن الذي خص به هو ركوبه مسرجا ملجما وفى المنتقى أن البراق وإن كان يركبه الأنبياء إلا أنه لم يكن يضع حافره عند منتهى طرفه إلا عند ركوب النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في غريب التفسير أن البراق لما شمس قال له جبريل لعلك يا محمد مسيت الصفر اليوم وهو صنم كان بعضه من ذهب وبعضه من نحاس كسره صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال له صلى الله عليه وسلم ما مسيته إلا أنى مررت به وقلت تبا لمن يعبدك من دون الله فقال جبريل وما شمس إلا لذلك أي لمجرد مرورك عليه وهذا حديث موضوع كما نقل عن الإمام أحمد وقال الحافظ ابن حجر إنه من الأخبار الواهية وقال مغلطاى لا ينبغي أن يذكر ولا يعزى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال فرس شموس أي صعبة ولا يقال شموسة وذكر لاستصعاب البراق غير ذلك من الحكم لا نطيل بذكره قال وعن الثعلبي بسند ضعيف في صفة البراق عن ابن عباس له خد كخد الإنسان وعرف كعرف الفرس وقوائم كالإبل وأظلاف وذنب كالبقر أي وحينئذ يكون إطلاق الخف على ذلك في الرواية السابقة ينتهى خفها حيث ينتهى طرفها مجازا لأن مع كونها لها قوائم كقوائم الإبل لا خف لها بل ظلف وهو الحافر وفى كلام بعضهم في صفة البراق وجهه كوجه الإنسان وجسده كجسد الفرس وقوائمه كقوائم الثور وذنبه كذنب الغزال لا ذكر ولا أنثى اه ومن وصف بوصف المذكر تارة وبوصف المؤنث أخرى فهي حقيقة ثالثة ويكون خارجا من
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»