الحديث رقم - 4 - اتضح أيضا.
ج: ولكننا نزيد في توضيح خلق الموت هنا، فنقول: إنه إذا كان الموت انتقالا من نشأة إلى نشأة، وتصرفا في الصورة والشكل، مع بقاء المضمون والحقيقة والماهية على ما هو عليه، فإن خضوع الموت لعملية الخلق يصبح بمثابة من الوضوح، لان الخلق يختزن هذا المعنى أيضا، ويشهد لذلك قوله تعالى:
* (من نطفة مخلقة) * أي وجدت فيها الاشكال والصور البدائية للانسان، * (وغير مخلقة) * (1) أي لم يوجد فيها ذلك.
وقال تعالى: * (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) * (2).
د: بقي أن نشير إلى أن الحكم على الكافر بالموت في الآخرة.
إنما هو بملاحظة: أن نفسه وروحه لن تكون قادرة على نيل درجات القرب، والسير في رحاب ملكوت الله سبحانه، والاحساس بعظيم جلاله، من كل مكان، وما هو بميت، محجوب عن الله، وعن رحمته، مشغول بنفسه وآلامه، عن كل شئ آخر.
ه: وبعد. فإننا بملاحظة بعض ما تقدم نستطيع أن نفهم كيف يكون المؤمنون شهداء على الناس، وأن ندرك بعمق معنى الشهيد والشهادة.
فإنها من الشهود، الذي هو الوصول إلى الواقع وملامسته، مع إدراك ووعي له، وإحساس واقعي ووجداني به.