ونقول: إن تحير ذلك المشرك، وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) وذلك المسلم لهذه الكلمة طبيعي جدا.
فإن من يفهم الأمور فهما دنيويا ومصلحيا بحتا، يقيس الربح والخسران بمقاييس المادة والماديات وحسب. فلا يمكنه أن يفهم الموت إلا على أنه ضياع وخيبة، لأنه يراه عدما وفناء، وخسارة وجود، ونهاية حياة.
أما الانسان المسلم القرآني، فهو يرى في الموت أمرا أخر، ومعنى يختلف كليا عن هذا المعنى، وذلك من خلال التعليم القرآني، الذي هو المصدر الاصفى، والأدق والأوفى، ثم التربية النبوية الرائدة، وتوجيهات الأئمة والأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ولا نريد أن نفيض في ذكر الآيات والروايات التي تعرضت لحقيقة الموت، وبينت موقعه في مسيرة الانسان ومصيره. وإنما نكتفي بالإشارة إلى ما يلي:
1 - قال تعالى: * (الذي خلق الموت والحياة، ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * (1).
2 - عن الإمام الحسين (عليه السلام)، في خطبة له في مكة، قبل أن يخرج إلى العراق:
خط الموت على ولد آدم، مخط القلادة على جيد الفتاة، وما