بالإضافة إلى أن حقيقة الموت، وإدراكها بعمق يمنح هذا الانسان القدرة على الوقوف في وجه شهواته ويهيمن عليها، لأنه يعطي الحياة الدنيا قيمتها الحقيقية، ويمكن الانسان من أن يفهمها بعمق، ويعرف مدى واقعيتها.
حتى ليرى الانسان المؤمن: أن الموت في بداية الحياة الحقيقية، وأن الخروج من هذه الدنيا المحفوفة بالمخاطر، هو السبيل للسلامة من دواعي وطغيان الشهوات، والراحة من مكافحة النفس الامارة بالسوء.
فالموت إذن. هو بداية الراحة، والخير، والفوز.
وبه تتساقط الحجب وتزول الموانع عن الاحساس الحقيقي بالوجود، والوصول إلى كنه الحقائق.
وهو يمكن الانسان من أن يملك نفسه، ويستفيد من وجوده وطاقاته بصورة كاملة.
ولأجل ذلك، فقد كان الموت للانسان المؤمن أحلى من العسل (1).
ووصف الحسين (عليه السلام) أصحابه فقال: يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمه (2)).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله لابن أبي طالب أنس بالموت من الطفل بثدي أمه (3).
كما أن الموت يصبح خروجا من سجن قاس ومرهق، فإن الدنيا