الأنصار، فأقبلوا حتى نزلوا ببئر معونة، فهجم عليهم عامر، فقتلهم كلهم، ثم أقبل حتى نزل بفناء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما مات بالذبحة في بيت السلولية، وأصابت الصاعقة أربد بن قيس، فاحترق، رجع من كان معهم.
ونقول: إن من غير المعقول: أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد أرسل هؤلاء، العشرة لأجل التعليم والدعوة، كما لا يعقل أن يكون قد أرسلهم للحرب، بعد تهديدات عامر تلك، وجمعه له القبائل. ولا يعقل أن يعتمد والحالة هذه على جوار أبي براء.
وذلك يرجح أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد أرسل هؤلاء، العشرة ليكونوا عيونا له (صلى الله عليه وآله) على عدوه، كما صرحت به رواية الطبراني، التي وصفها الهيثمي بأنها رجالها رجال الصحيح وقد تقدمت.
ولا نستبعد أن يكون قدوم عامر في جموعه حتى نزل بفناء النبي (صلى الله عليه وآله) قد كان بعد مدة طويلة من حادثة قتله للعشرة في بئر معونة، حيث حرض حسان ربيعة بن أبي براء في شعره حتى طعن عامر بن الطفيل، ثم بقي حتى شفي من طعنته فقدم بجموعه حتى نزل بفنائه.
وبعد فقد صرحت الرواية بأن عامر بن الطفيل قد اتبعهم بمئة رام، ولو كان المسلمون سبعين رجلا لم يمكن لمئة رام أن يفنوا جمعهم بهذه السهولة، لا سيما في حرب مصيرية بالنسبة إليهم، يطلبون فيها الشهادة ويعتبرونها فوزا وإكراما من الله لهم، ودنيوية بالنسبة لأعدائهم الذين كانوا لا يريدون الموت، ويعتبرونه خسرانا وضياعا. الامر الذي يرجح إمكانية أن تكون النتائج معكوسة تماما، أي يكون الفناء للمئة، والبقاء لمعظم السبعين.
والخلاصة: أن من غير المعقول أن يكون الموطنون أنفسهم على