وثانيا: إنهم يقولون: إن سورة الحجرات قد نزلت بعد سورة الأحزاب، وبعد سورة الحج، والطلاق، وإذا جاء نصر الله والفتح، بل يظهر: أنه لم ينزل بعدها سوى سبع سور.
فمعنى ذلك: أنها من أواخر ما نزل في المدينة، لا سيما وان الوفود على النبي (صلى الله عليه وآله) كانت في سنة تسع.
وإذا كانت هذه الآية قد نزلت بمناسبة بئر معونة، فتكون من أوائل ما نزل بعد الهجرة، بل يكون تاريخ نزولها موافقا لتاريخ نزول سورة آل عمران، مع أن نزولها قد تأخر عنها بحوالي سبع عشرة سورة (1).
واحتمال أن تكون الآية المذكورة قد نزلت في بئر معونة، ثم بعد نزول سورة الحجرات في سنة تسع ألحقت الآية بها.
هذا الاحتمال لا يصح، فقد قدمنا أكثر من مرة: أن نزول القرآن كان تدريجيا، وأنه كان يعلم ابتداء السورة، وانتهاء غيرها، بنزول بسم الله الرحمن الرحيم، كما عن عثمان، وابن عباس، وسعيد بن جبير (2).