وثالثا: قد ذكرت بعض النصوص: أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة بدر إلى اليهود، يهددونهم ويأمرونهم بقتال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما بلغ كتابهم النبي (ص) اجتمعت بنو النضير بالغدر، وأرسلوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله): أخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك.
ثم تذكر الرواية أنه (صلى الله عليه وآله) غدا عليهم بالكتائب، فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء (1).
قال العسقلاني: قلت: فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحاق، من أن سبب غزوة بني النضير طلبه أن يعينوه في دية الرجلين. ولكن وافق ابن إسحاق جل أهل المغازي، والله أعلم) (2).
ورابعا: أما بالنسبة لسبب غزوة بني النضير، ففيه أقوال عديدة، فقيل:
1 - إنه (صلى الله عليه وآله) قد ذهب إليهم ليسألهم كيف الدية عندهم، وذلك للعهد الذي كان بينهم وبين بني عامر.
ولا ندري كيف يجهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر أصحابه مقدار الدية عند اليهود، وهم قد عاشوا معهم هذه السنين الطويلة.
ولا ندري أيضا لماذا لا يرسل إليهم بعض أصحابه ليسألوهم عن ذلك.