في المسجد عليه قباء هروى أصفر وعمامة خز أحمر متقلدا سيفا عريضا قصير الحمائل كأنه في إبطه قد أدخل بركة قبائه في منطقته والدرع يصفق ساقيه ففتح له الباب فدخل ولم يحجب فلبث طويلا ثم خرج وأخرج معه لواء منشورا فصلى الحجاج ركعتين ثم قام فتكلم وأخرج اللواء من باب الفيل وخرج الحجاج يتبعه فإذا بالباب بغلة شقراء غراء محجلة فركبها وعارضه الوصفاء بالدواب فأبى غيرها وركب الناس وركب قتيبة فرسا أغر محجلا كميتا كأنه في سرجه رمانة من عظم السرج فأخذ في طريق دار السقاية حتى خرج إلى السبخة وبها عسكر شبيب وذلك يوم الأربعاء فتواقفوا ثم غدوا يوم الخميس للقتال ثم غادوهم يوم الجمعة فلما كان وقت الصلاة انهزمت الخوارج * قال أبو زيد حدثني خلاد بن يزيد قال حدثنا الحجاج بن قتيبة قال جاء شبيب وقد بعث إليه الحجاج أميرا فقتله ثم آخر فقتله أحدهما عين صاحب حمام أعين قال فجاء حتى دخل الكوفة ومعه غزالة وقد كانت نذرت أن تصلى في مسجد الكوفة ركعتين تقرأ فيهما البقرة وآل عمران قال ففعلت قال واتخذ شبيب في عسكره أخصاصا فقام الحجاج فقال لا أراكم تناصحون في قتال هؤلاء القوم يا أهل العراق وأنا كاتب إلى أمير المؤمنين ليمدني بأهل الشأم قال فقام قتيبة فقال إنك لم تنصح لله ولا لأمير المؤمنين في قتالهم (قال عمر بن شبة) قال خلاد فحدثني محمد بن حفص بن موسى بن عبيد الله بن معمر بن عثمان التميمي أن الحجاج خنق قتيبة بعمامته خنقا شديدا (ثم رجع الحديث إلى حديث الحجاج وقتيبة) قال فقال وكيف ذاك قال تبعث الرجل الشريف وتبعث معه رعاعا من الناس فينهزمون عنه ويستحيا فيقاتل حتى يقتل قال فما الرأي قال أن تخرج بنفسك ويخرج معك نظراؤك فيؤاسونك بأنفسهم قال فلعنه من ثم وقال الحجاج والله لأبرزن له غدا فلما كان الغد حضر الناس فقال قتيبة أذكر يمينك أصلح الله الأمير فلعنوه أيضا وقال الحجاج اخرج فارتد لي معسكرا فذهب وتهيأ هو وأصحابه فخرجوا فأتى على موضع فيه بعض القذر موضع كناسة فقال ألقوا لي ههنا فقيل إن الموضع قذر فقال ما تدعونني إليه أقذر الأرض تحته طيبة والسماء فوقه طيبة قال فنزل وصف
(٩٧)