فهزموهم وتخلف شبيب في حامية الناس (قال هشام) فحدثني أصغر الخارجي قال حدثني من كان مع شبيب قال لما انهزم الناس فخرج من الجسر تبعه خيل الحجاج قال فجعل يخفق برأسه فقلت يا أمير المؤمنين التفت فانظر من خلفك قال فالتفت غير مكترث ثم أكب يخفق برأسه قال ودنوا منا فقلنا يا أمير المؤمنين قد دنوا منك قال فالتفت والله غير مكترث ثم جعل يخفق برأسه قال فبعث الحجاج إلى خيله أن دعوه في حرق الله وناره فتركوه ورجعوا (قال هشام) قال أبو مخنف حدثني أبو عمرو العذري قال قطع شبيب الجسر حين عبر قال وقال لي فروة كنت معه حين انهزمنا فما حرك الجسر ولا اتبعونا حتى قطعنا الجسر ودخل الحجاج الكوفة ثم صعد المنبر فحمد الله ثم قال والله ما قوتل شبيب قبلها ولى والله هاربا وترك امرأته يكسر في استها القصب (وقد قيل) في قتال الحجاج شبيبا بالكوفة ما ذكره عمر بن شبة قال حدثني عبد الله بن المغيرة بن عطية قال حدثني أبي قال حدثنا مزاحم بن زفر بن جساس التيمي قال لما فض شبيب كتائب الحجاج أذن لنا فدخلنا عليه في مجلسه الذي يبيت فيه وهو على سرير وعليه لحاف فقال إني دعوتكم لأمر فيه أمان ونظر فأشيروا على إن هذا الرجل قد تبحبح بحبوحتكم ودخل حريمكم وقتل مقاتلتكم فأشيروا على فأطرقوا وفصل رجل من الصف بكرسيه فقال إن أذن لي الأمير تكلمت فقال تكلم فقال إن الأمير والله ما راقب الله ولا حفظ أمير المؤمنين ولا نصح الرعية ثم جلس بكرسيه في الصف قال وإذا هو قتيبة قال فغضب الحجاج وألقى اللحاف ودلى قدميه من السرير كأني أنظر إليهما فقال من المتكلم قال فخرج قتيبة بكرسيه من الصف فأعاد الكلام قال فما الرأي قال الرأي أن تخرج إليه فتحاكمه قال فارتد لي معسكرا ثم اغد إلى قال فخرجنا نلعن عنبسة بن سعيد وكان كلم الحجاج في قتيبة فجعله من أصحابه فلما أصبحنا وقد أوصينا جميعا غدونا في السلاح فصلى الحجاج الصبح ثم دخل فجعل رسوله يخرج ساعة بعد ساعة فيقول أجاء بعد أجاء بعد ولا ندري من يريد وقد أفعمت المقصورة بالناس فخرج الرسول فقال أجاء بعد وإذا قتيبة يمشى
(٩٦)