عنهم الناس فخلوهم فلما رأى ذلك مروان بن المهلب ذهب يريد أن ينصرف إلى النساء فقال له المفضل أين تريد قال أدخل إلى نسائنا فأقتلهن لئلا يصل إليهن هؤلاء الفساق فقال ويحك أتقتل أخواتك ونساء أهل بيتك أنا والله ما نخاف عليهن منهم قال فرده عن ذلك ثم مشوا بأسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا من عند آخرهم إلا أبا عيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل فإنهما نجوا فلحقا بخاقان ورتبيل وبعث بنسائهم وأولادهم إلى مسلمة بالحيرة وبعث برؤوسهم إلى مسلمة فبعث بهم مسلمة إلى يزيد بن عبد الملك وبعث بهم يزيد بن عبد الملك إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك وهو على حلب فلما نصبوا خرج لينظر إليهم فقال لأصحابه هذا رأس عبد الملك هذا رأس المفضل والله لكأنه جالس معي يحدثني (وقال مسلمة) لأبيعن ذريتهم وهم في دار الرزق فقال الجراح بن عبد الله فانا أشتريهم منك لأبر يمينك فاشتراهم منه بمائة ألف قال هاتها قال إذا شئت فخذها فلم يأخذ منه شيئا وخلى سبيلهم إلا تسعة فتية منهم أحداث بعث بهم إلى يزيد بن عبد الملك فقدم بهم عليه فضرب رقابهم فقال ثابت قطنة حين بلغه قتل يزيد بن المهلب يرثيه ألا يا هند طال على ليلى * وعاد قصيره ليلا تماما كأني حين حلقت الثريا * سقيت لعاب أسود أو سماما أمر على حلو العيش يوم * من الأيام شيبني غلاما مصاب بنى أبيك وغبت عنهم * فلم أشهدهم ومضوا كراما فلا والله لا أنسى يزيدا * ولا القتلى التي قتلت حراما فعلى أن أبؤ بأخيك يوما * يزيدا أو أبوء به هشاما وعلى أن أقود الخيل شعثا * شوارب ضمراتقص الاكاما فأصبحهن حمير من قريب * وعكا أو أرع بهما جذاما ونسقى مذحجا والحي كلبا * من الذيفان أنفاسا قواما عشائرنا التي تبغى علينا * تجربنا زكا عاما بعاما ولولاهم وما جلبوا علينا * لأصبح وسطنا ملكا هماما
(٣٤٨)