وكقول ابن مقبل:
لما رأت بدل الشباب بكت له * والشيب أرذل هذه الابدال والناس همهم الحياة ولا أدرى * طول الحياة يزيد غير خبال وإذا افترقت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال ووزر له يحيى بن خالد ووزر للرشيد ابنه جعفر بن يحيى بن خالد فمن مليح كلامه الخط سمة الحكمة به تفصل شذورها وينظم منثورها قال ثمامة قلت لجعفر ابن يحيى ما البيان فقال أن يكون الاسم محيطا بمعناك مخبرا عن مغزاك مخرجا من الشركة غير مستعان عليه بالفكرة قال الأصمعي سمعت يحيى بن خالد يقول الدنيا دول والمال عارية ولنا بمن قبلنا أسوة وفينا لمن بعدنا عبرة ونأتى بتسمية باقي كتاب خلفاء بنى العباس إذا انتهينا إلى الدولة العباسية إن شاء الله تعالى ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ذكر الكائن الذي كان فيها من الأمور الجليلة فمن ذلك مقتل عبد الله بن الزبير ذكر الخبر عن صفة ذلك * حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عبيد الله بن القبطية قال كانت الحرب بين ابن الزبير والحجاج ببطن مكة ستة أشهر وسبع عشرة ليلة قال محمد بن عمر وحدثني مصعب بن ثابت عن نافع مولى بنى أسد وكان عالما بفتنة ابن الزبير قال حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة 72 وقتل لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة 73 وكان حصر الحجاج لابن الزبير ثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة * حدثنا الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن يوسف بن ماهك قال رأيت المنجنيق يرمى به فرعدت السماء وبرقت وعلا صوت الرعد والبرق على الحجارة فاشتمل عليها فأعظم ذلك أهل الشأم فأمسكوا بأيديهم فرفع الحجاج بركة قبائه فغرزها