من باب لنا ندخله لا يدخله غيرنا فيخرج إلينا وحده في أثرنا ونحن منهزمون منه فما أنسى أرجوزة له إني إذا أعرف يومى أصبر * وإنما يعرف يوميه الحر إذ بعضهم يعرف ثم ينكر فأقول أنت والله الحر الشريف فلقد رأيته يقف في الأبطح ما يدنو منه أحد حتى ظننا إنه لا يقتل * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد ابن عمر قال حدثنا مصعب بن ثابت عن نافع مولى بنى أسد قال رأيت الأبواب قد شحنت من أهل الشأم يوم الثلاثاء وأسلم أصحاب ابن الزبير المحارس وكثرهم القوم فأقاموا على كل باب رجالا وقائدا وأهل بلد فكان لأهل حمص الباب الذي يواجه باب الكعبة ولأهل دمشق باب بنى شيبة ولأهل الأردن باب الصفا ولأهل فلسطين باب بنى جمح ولأهل قنسرين باب بنى سهم وكان الحجاج وطارق بن عمرو جميعا في ناحية الأبطح إلى المروة فمرة يحمل ابن الزبير في هذه الناحية ومرة في هذه الناحية فلكأنه أسد في أجمة ما يقدم عليه الرجال فيعدو في أثر القوم وهم على الباب حتى يخرجهم وهو يرتجز إني إذا أعرف يومى أصبر * وإنما يعرف يوميه الحر ثم يصيح يا أبا صفوان ويل أمه فتحالو كان له رجال لو كان قرني واحدا كفيته قال ابن صفوان أي والله وألف * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني ابن أبي الزناد وأبو بكر بن عبد الله بن مصعب عن ابن المنذر وحدثنا نافع مولى بنى أسد قالا لما كان يوم الثلاثاء صبيحة سبع عشرة من جمادى الأولى سنة 73 وقد أخذ الحجاج على ابن الزبير بالأبواب بات ابن الزبير يصلى عامة الليل ثم احتبى بحمائل سيفه فأغفى ثم انتبه بالفجر فقال أذن يا سعد فأذن عند المقام وتوضأ ابن الزبير وركع ركعتي الفجر ثم تقدم وأقام المؤذن فصلى بأصحابه فقرأ ن والقلم حرفا حرفا ثم سلم فقام فحمد الله وأثنى عليه
(٣٢)