ثم قال اكشفوا وجوهكم حتى أنظر وعليهم المغافر والعمائم فكشفوا وجوههم فقال يا آل الزبير لو طبتم لي نفسا عن أنفسكم كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا في الله لم تصبنا زباء بتة أما بعد يا آل الزبير فلا يرعكم وقع السيوف فإني لم أحضر موطنا قط إلا ارتثت فيه من القتل وما أجد من دواء جراحها أشد مما أجد من ألم وقعها صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم لا أعلم امرءا كسر سيفه واستبقى نفسه فان الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل غضوا أبصاركم عن البارقة وليشغل كل امرئ قرنه ولا يلهينكم السؤال عنى ولا تقولن أين عبد الله بن الزبير ألا من كان سائلا عنى فإني في الرعيل الأول أبى لابن سلمى أنه غير خالد * ملاقي المنايا أي صرف تيمما فلست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما احملوا على بركة الله ثم حمل عليهم حتى بلغ بهم الحجون فرمى بآجرة في وجهه فأرعش لها ودمى وجهه فلما وجد سخونة الدم يسيل على وجهه ولحيته قال لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما وتغاووا عليه قالا وصاحت مولاة لنا مجنونة وأمير المؤمنيناه قالا وقد رأته حيث هوى فأشارت لهم إليه فقتل وإن عليه ثياب خز وجاء الخبر إلى الحجاج فسجد وسار حتى وقف عليه وطارق بن عمرو فقال طارق ما ولدت النساء أذكر من هذا فقال الحجاج تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين قال نعم هو أعذر لنا ولولا هذا ما كان لنا عذر إنا محاصروه وهو في غير خندق ولا حصن ولا منعة منذ سبعة أشهر ينتصف منابل يفضل علينا في كل ما التقينا نحن وهو فبلغ كلامهما عبد الملك فصوب طارقا * حدثنا عمر قال حدثنا أبو الحسن عن رجاله قال كأني أنظر إلى ابن الزبير وقد قتل غلاما أسود ضربه فعرقبه وهو يمر في حملته عليه ويقول صبرا يا ابن حام ففي مثل هذه المواطن تصبر الكرام * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال بعث الحجاج برأس ابن الزبير
(٣٣)