قعرها قال ثم فتح القلعة وخرج إليهم فقاتلهم فقتل وأخذ قتيبة القلعة عنوة فقتل المقاتلة وسبى الذرية ثم رجع إلى باب الحديد فأجاز منه إلى كس ونسف وكتب إليه الحجاج أن كس بكس وانسف نسف وإياك والتحويط ففتح كس ونسف وامتنع عليه فرياب فحرقها فسميت المحترقة وسرح قتيبة من كس ونسف أخاه عبد الرحمن بن مسلم إلى السغد إلى طرخون فسار حتى نزل بمرج قريبا منهم وذلك في وقت العصر فانتبذ الناس وشربوا حتى عبثوا وعاثوا وأفسدوا فأمر عبد الرحمن أبا مرضية مولى لهم أن يمنع الناس من شرب العصير فكان يضربهم ويكسر آنيتهم ويصب نبيذهم فسال في الوادي فسمى مرج النبيذ فقال بعض شعرائهم أما النبيذ فلست أشربه * أخشى أبا مرضية الكلب متعسفا يسعى بسكته * يتوثب الحيطان للشرب فقبض عبد الرحمن من طرخون شيئا كان قد صالحه عليه قتيبة ودفع إليه رهنا كانوا معه وانصرف عبد الرحمن إلى قتيبة وهو ببخارى فرجعوا إلى مرو فقالت السغد لطرخون إنك قد رضيت بالذل واستطبت الجزية وأنت شيخ كبير فلا حاجة لنا بك قال فولوا من أحببتم قال فولوا غوزك وحبسوا طرخون فقال طرخون ليس بعد سلب الملك إلا القتل فيكون ذلك بيدي أحب إلى من أن يليه منى غيري فاتكأ على سيفه حتى خرج من ظهره قال وإنما صنعوا بطرخون هذا حين خرج قتيبة إلى سجستان وولوا غوزك وأما الباهليون فيقولون حصر قتيبة ملك شومان ووضع على قلعته المجانيق ووضع منجنيقا كان يسميها الفحجاء فرمى بأول حجر فأصاب الحائط ورمى بآخر فوقع في المدينة ثم تتابعت الحجارة في المدينة فوقع حجر منها في مجلس الملك فأصاب رجلا فقتله ففتح القلعة عنوة ثم رجع إلى كس ونصف ثم مضى إلى بخارى فنزل قرية فيها بيت نار وبيت آلهة وكان فيها طواويس فسموه منزل الطواويس ثم سار إلى طرخون بالسغد ليقبض منه ما كان صالحه عليه فلما أشرف على وادى السغد فرأى حسنه تمثل
(٢٤٢)