يحكم فيه ما يرى وبعث في ذلك رسلا ولم يطلع أحدا من مرازبته ولا دهاقينه على ما كتب به إلى قتيبة فقدمت رسله على قتيبة في آخر الشتاء ووقت الغزو وقد تهيأ للغزو فأظهر قتيبة أنه يريد السغد ورجع رسل خوارزم شاه إليه بما يحب من قبل قتيبة وسار واستخلف على مرو ثابتا الأعور مولى مسلم قال فجمع ملوكه وأحباره ودهاقينه فقال إن قتيبة يريد السغد وليس بغازيكم فهلم نتنعم في ربيعنا هذا فأقبلوا على الشرب والتنعم وأمنوا عند أنفسهم الغزو قال فلم يشعروا حتى نزل قتيبة في هزار سب دون النهر فقال خوارزم شاه لأصحابه ما ترون قالوا نرى أن نقاتله قال لكني لا أرى ذلك قد عجز عنه من هو أقوى منا وأشد شوكة ولكني أرى أن نصرفه بشئ نؤديه إليه فنصرفه عامنا هذا ونرى رأينا قالوا ورأينا رأيك فأقبل خوارزم شاه فنزل في مدينة الفيل من وراء النهر قال ومدائن خوازم شاه ثلاث مدائن يطيف بها فارقين واحد فمدينة الفيل أحصنهن فنزلها خوارزم شاه وقتيبة في هزار سب دون النهر لم يعبره بينه وبين خوارزم شاه نهر بلخ فصالحه على عشرة آلاف رأس وعين ومتاع وعلى أن يعينه على ملك خام جرد وأن يفي له بما كتب إليه فقبل ذلك منه قتيبة ووفى له وبعث قتيبة أخاه إلى ملك خام جرد وكان يعادى خوارزم شاه فقاتله فقتله عبد الرحمن وغلب على أرضه وقدم منهم على قتيبة بأربعة آلاف أسير فقتلهم وأمر قتيبة لما جاءه بهم أخاه عبد الرحمن بسريره فأخرج وبرز للناس قال وأمر بقتل الاسرى فقتل بين يديه ألف وعن يمينه ألف وعن يساره ألف وخلف ظهره ألف قال قال المهلب بن إياس أخذت يومئذ سيوف الاشراف فضرب بها الأعناق فكان فيها ما لا يقطع ولا يجرح فأخذوا سيفي فلم يضرب به شئ إلا أبانه فحسدني بعض آل قتيبة فغمز الذي يضرب أن اصفح به فصفح به قليلا فوقع في ضرس المقتول فثلمه (قال أبو الذيال) والسيف عندي قال ودفع قتيبة إلى خوارزم شاه أخاه ومن كان يخالفه فقتلهم واصطفى أموالهم فبعث بها إلى قتيبة ودخل قتيبة مدينة فيل فقبل من خوارزم شاه ما صالحه عليه ثم رجع إلى هزار سب وقال كعب الأشقري رمتك فيل بما فيها وما ظلمت * ورامها قبلك الفجفاجة الصلف
(٢٤٧)