أو شعبة قال إنا لنختلف عليهم بالطعن والضرب إذ تبينت تحت الليل قتيبة وقد ضربت ضربة أعجبتني وأنا أنظر إلى قتيبة فقلت كيف ترى بأبي أنت وأمي قال اسكت دق الله فاك قال فقتلناهم فلم يفلت منهم الا الشريد وأقمنا نحوي الأسلاب ونحتز الرؤس حتى أصبحنا ثم أقبلنا إلى العسكر فلم أر جماعة قط جاؤوا بمثل ما جئنا به ما منا رجل إلا معلق رأسا معروفا باسمه وأسير في وثاقه قال وجئنا قتيبة بالرؤس فقال جزاكم الله عن الدين والاعراض خيرا وأكرمني قتيبة من غير أن يكون باح لي بشئ وقرن بي في الصلة والاكرام حيان العدوي وحليس الشيباني فظننت أنه رأى منهما مثل الذي رأى منى وكسر ذلك أهل السغد فطلبوا الصلح وعرضوا الفدية فأبى وقال أنا ثائر بدم طرخون كان مولاي وكان من أهل ذمتي قالوا حدث عمرو بن مسلم عن أبيه قال أطال قتيبة المقام وثلمت الثلمة في سمرقند قال فنادى مناد فصيح بالعربية يشتم قتيبة قال فقال عمرو بن أبي زهدم ونحن حول قتيبة فحين سمعنا الشتم خرجنا مسرعين فمكثنا طويلا وهو ملح بالشتم فجئت إلى رواق قتيبة فاطلعت فإذا قتيبة محتب بشملة يقول كالمناجي لنفسه حتى متى يا سمرقند يعشش فيك الشيطان أما والله لئن أصبحت لا حاولن من أهلك أقصى غاية فانصرفت إلى أصحابي فقلت كم من نفس أبية ستموت غدا منا ومنهم فأخبرتهم الخبر قال وأما باهلة فيقولون سار قتيبة فجعل النهر يمين حتى ورد بخارى فاستنهضهم معه وسار حتى إذا كان بمدينة أربنجن وهى التي تجلب منها اللبود الاربنجنية لقيهم غوزك صاحب السغد في جمع عظيم من الترك وأهل الشاش وفرغانة فكانت بينهم وقائع من غير مزاحفة كل ذلك يظهر المسلمون ويتحاجزون حتى قربوا من مدينة سمرقند فتزاحفوا يومئذ فحمل الغد على المسلمين حملة حطموهم حتى جازوا عسكرهم ثم كر المسلمون عليهم حتى ردوهم إلى عسكرهم وقتل الله من المشركين عددا كثيرا ودخلوا مدينة سمرقند فصالحوهم قال وأخبرنا الباهليون عن حاتم بن أبي صغيرة قال رأيت خيلا يومئذ تطاعن خيل المسلمين وقد أمر يومئذ قتيبة بسريره فأبرز وقعد عليه وطاعنوهم حتى جازوا قتيبة وإنه لمحتب بسيفه ما حل حبوته وانطوت
(٢٥٣)