أمرهم سليم ومضى سليم وقد حمل معه من الأطعمة التي تبقى أياما والأخبصة أوقارا حتى أتى نيزك فقال له نيزك خذلتني يا سليم قال ما خذلتك ولكنك عصيتني وأسأت بنفسك خلعت وغدرت قال فما الرأي قال الرأي أن تأتيه فقد أمحكته وليس ببارح موضعه هذا قد اعتزم على أن يشتو بمكانه هلك أو سلم قال آتيه على غير أمان قال ما أظنه يؤمنك لما في قلبه عليك فإنك قد ملأته غيظا ولكني أرى أن لا يعلم بك حتى تضع يدك في يده فإني أرجو إن فعلت ذاك أن يستحيى ويعفو عنك قال أترى ذلك قال نعم قال إن نفسي لتأبى هذا وهو إن رآني قتلني فقال له سليم ما أتيتك إلا لأشير عليك بهذا ولو فعلت لرجوت أن تسلم وأن تعود حالك عنده إلى ما كانت فأما إذا أبيت فإني منصرف قال فنغديك إذا قال إني لأظنكم في شغل عن تهيئة الطعام ومعنا طعام كثير قال ودعا سليم بالغداء فجاءوا بطعام كثير لا عهد لهم بمثله منذ حصروا فانتهبه الأتراك فغم ذلك نيزك وقال سليم يا أبا الهياج أنا لك من الناصحين أرى أصحابك قد جهدوا وإن طال بهم الحصار وأقمت على حالك لم آمنهم أن يستأمنوا بك فانطلق وأت قتيبة قال ما كنت لا منه على نفسي ولا آتيه على غير أمان فإن ظني به أنه قاتلي وإن آمنني ولكن الأمان أعذر لي وأرجى قال فقد آمنك أفتتهمني قال لا قال فانطلق معي قال له أصحابه اقبل قول سليم فلم يكن ليقول إلا حقا فدعا بدورا به وخرج مع سليم فلما انتهى إلى الدرجة التي يهبط منها إلى قرار الأرض قال يا سليم من كان لا يعلم متى يموت فإني أعلم متى أموت أموت إذا عاينت قتيبة قال كلا أيقتلك مع الأمان فركب ومضى معه جيغويه وقد برأ من الجدري وصول وعثمان ابنا أخي نيزك وصول طرخان خليفة جيغويه وخنس وطرخان صاحب شرطه قال فلما خرج من الشعب عطفت الخيل التي خلفها سليم؟؟ فوهة الشعب فحالوا بين الأتراك وبين الخروج فقال نيزك لسليم هذا أول الشر قال لا تفعل تخلف هؤلاء عنك خير لك وأقبل سليم ونيزك ومن خرج معه حتى دخلوا على عبد الرحمن بن مسلم فأرسل رسولا إلى قتيبة يعلمه فأرسل قتيبة عمرو بن أبي مهزم إلى عبد الرحمن أن أقدم بهم على فقدم بهم عبد الرحمن
(٢٣٧)