الجبال هاربا وسار قتيبة إلى الجوز جان فلقيه أهلها سامعين مطيعين فقبل منهم فلم يقتل فيها أحدا واستعمل عليها عامر بن مالك الحماني ثم أتى بلخ فلقيه الاسبهبذ في أهل بلخ فدخلها فلم يقم بها إلا يوما واحدا ثم مضى يتبع عبد الرحمن حتى أتى شعب خلم وقد مضى نيزك فعسكر ببغلان وخلف مقاتلة على فم الشعب ومضايقه يمنعونه ووضع مقاتلة في قلعة حصينة من وراء الشعب فأقام قتيبة أياما يقاتلهم على مضيق الشعب لا يقدر منهم على شئ ولا يقدر على دخوله وهو مضيق الوادي يجرى وسطه ولا يعرف طريقا يفضى به إلى نيزك إلا الشعب أو مفازة لا تحتمل العساكر فبقى متلددا يلتمس الحيل قال فهو في ذلك إذ قدم عليه الرؤب خان ملك الرؤب وسمنجان فاستأمنه على أن يدله على مدخل القلعة التي وراء هذا الشعب فآمنه قتيبة وأعطاه ما سأله وبعث معه رجالا ليلا فانتهى بهم إلى القلعة التي من وراء شعب خلم فطرقوهم وهم آمنون فقتلوهم وهرب من بقى منهم ومن كان في الشعب فدخل قتيبة والناس الشعب فأتى القلعة ثم مضى إلى سمنجان ونيزك ببغلان بعين تدعى فنج جاه وبين سمنجان وبغلان مفازة ليست بالشديدة قال فأقام قتيبة بسمنجان أياما ثم سار نيزك وقدم أخاه عبد الرحمن وبلغ نيزك فارتحل من منزله حتى قطع وادى فرغانة ووجه ثقله وأمواله إلى كابل شاه ومضى حتى نزل الكرز وعبد الرحمن بن مسلم يتبعه فنزل عبد الرحمن وأخذ بمضايق الكرز ونزل قتيبة اسكيمشت بينه وبين عبد الرحمن فرسخان فتحرز نيزك في الكرز وليس إليه مسلك إلا من وجه واحد وذلك الوجه صعب لا تطيقه الدواب فحصره قتيبة شهرين حتى قل ما في يدنيزك من الطعام وأصابهم الجدري وجدر جيغويه وخاف قتيبة الشتاء فدعا سليما الناصح فقال انطلق إلى نيزك واحتل لان تأتيني به بغير أمان فإن أعياك وأبى فآمنه واعلم أنى إن عاينتك وليس هو معك صلبتك فاعمل لنفسك قال فاكتب إلى عبد الرحمن لا يخالفني قال نعم فكتب له إلى عبد الرحمن فقدم عليه فقال له ابعث رجالا فليكونوا على فم الشعب فإذا خرجت أنا ونيزك فليعطفوا من ورائنا فيحولوا بيننا وبين الشعب فال فبعث عبد الرحمن خيلا فكانوا حيث
(٢٣٦)