ابن مسلم يحذره قدومهم ويأمره أن يستعد لهم وبعث إلى أمراء الثغور والكور أن يرصدوهم ويستعدوا لهم وكتب إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بهربهم وأنه لا يراهم أرادوا إلا خراسان ولم يزل الحجاج يظن بيزيد ما صنع كان يقول إني لا ظنه يحدث نفسه بمثل الذي صنع أبا الأشعث ولما دنا يزيد من البطائح من موقوع استقبلته الخيل قد هيئت له ولإخوته فخرجوا عليها ومعهم دليل لهم من كلب يقال له عبد الجبار بن يزيد بن الربعة فأخذ بهم على السماوة وأتى الحجاج بعد يومين فقيل له إنما أخذ الرجل طريق الشأم وهذه الخيل حسرى في الطريق وقد أتى من رآهم موجهين في البر فبعث إلى الوليد يعلمه ذلك ومضى يزيد حتى قدم فلسطين فنزل على وهيب بن عبد الرحمن الأزدي وكان كريما على سليمان وأنزل بعض ثقله وأهله على سفيان بن سليمان الأزدي وجاء وهيب بن عبد الرحمن حتى دخل على سليمان فقال هذا يزيد بن المهلب وإخوته في منزلي وقد أتوك هرابا من الحجاج متعوذين بك قال فأتني بهم فهم آمنون لا يوصل إليهم أبدا وأنا حي فجاء بهم حتى أدخلهم عليه فكانوا في مكان آمن وقال الكلبي دليلهم في مسيرهم ألا جعل الله الأخلاء كلهم * فداء على ما كان لابن المهلب لنعم الفتى يا معشر الأزد أسعفت * ركابكم بالوهب شرقي منقب عدلن يمينا عنهم رمل عالج * وذات يمين القوم أعلام غرب فإلا تصبح بعد خمس ركابنا * سليمان من أهل اللوى تتأوب تقر قرار الشمس مما وراءنا * وتذهب في داج من الليل غيهب بقوم هم كانوا الملوك هديتهم * بظلماء لم يبصر بها ضوء كوكب ولا قمر إلا ضئيلا كأنه * سوار حناه صائغ السور مذهب (قال هشام) فأخبرني الحسن بن أبان العليمي قال بينا عبد الجبار بن يزيد ابن الربعة يسرى بهم فسقطت عمامة يزيد فقدها فقال يا عبد الجبار ارجع فاطلبها لنا قال إن مثلي لا يؤمر بهذا فأعاد فأبى فتناوله بالسوط فانتسب له فاستحيا منه فذلك قوله ألا جعل الله الأخلاء كلهم * فداء على ما كان لابن المهلب
(٢٣٢)