أن رأيتك غضبت فأرعدت خصائلي واحزالت مفاصلي وأظلم بصرى ودارت بي الأرض قال له الحجاج أجل إن سلطان الله عزيز عد فيما كنت فيه ففعل وقال الحجاج وهو ذات يوم يسير ومعه زياد بن جرير بن عبد الله البجلي وهو أعور فقال الحجاج للأريقط كيف قلت لابن سمرة قال قلت:
يا أعور العين فديت العورا * كنت حسبت الخندق المخفورا يرد عنك القدر المقدورا * ودائرات السوء أن تدورا وقد قيل إن مهلك عبد الرحمن بن محمد كان في سنة 84 (وفى هذه السنة) عزل الحجاج بن يوسف يزيد بن المهلب عن خراسان وولاها المفضل بن المهلب أخا يزيد ذكر السبب الذي من أجله عزله الحجاج عن خراسان واستعمل المفضل ذكر علي بن محمد عن المفضل بن محمد أن الحجاج وفد إلى عبد الملك فمر في منصرفه بدير فنزله فقيل له إن في هذا الدير شيخا من أهل الكتب عالما فدعا به فقال يا شيخ هل تجدون في كتبكم ما أنتم فيه ونحن قال نعم نجد ما مضى من أمركم وما أنتم فيه وما هو كائن قال أفمسمى أم موصوفا قال كل ذلك موصوف بغير اسم واسم بغير صفة قال فما تجدون صفة أمير المؤمنين قال نجده في زماننا الذي نحن فيه ملك أقرع من يقم لسبيله يصرع قال ثم من قال اسم رجل يقال له الوليد قال ثم ماذا قال رجل اسمه اسم نبي يفتح به على الناس قال أفتعرفني قال قد أجبرت بك قال أفتعلم ما إلى قال نعم قال فمن يليه بعدي قال رجل يقال له يزيد قال في حياتي أم بعد موتى قال لا أدرى قال أفتعرف صفته قال يغدر غدرة لا أعرف غير هذا قال فوقع في نفسه يزيد بن المهلب وارتحل فسار سبعا وهو وجل من قول الشيخ وقدم فكتب إلى عبد الملك يستعفيه من العراق فكتب إليه يا ابن أم الحجاج قد علمت الذي تغزو وإنك تريد أن تعلم رأيي فيك ولعمري إني لارى مكان نافع بن علقمة فاله عن هذا حتى يأتي الله بما هو آت فقال الفرزدق يذكر مسيره لو أن طيرا كلفت مثل سيره * إلى واسط من إيلياء لملت