هيهات موضع جثة من رأسها * رأس بمصر وجثة بالرحج وكان الحجاج أرسل به إلى عبد الملك فأرسل به عبد الملك إلى عبد العزيز وهو يومئذ على مصر * وذكر عمر بن شبة أن ابن عائشة حدثه قال أخبرني سعد ابن عبيد الله قال لما أتى عبد الملك برأس ابن الأشعث أرسل به مع خصى إلى امرأة منهم كانت تحت رجل من قريش فلما وضع بين يديها قالت مرحبا بزائر لا يتكلم ملك من الملوك طلب ما هو أهله فأبت المقادير فذهب الخصي يأخذ الرأس فاجتذبته من يده قالت لا والله حتى أبلغ حاجتي ثم دعت بخطمي فغسلته وغلفته ثم قالت شأنك به الآن فأخذه ثم أخبر عبد الملك فلما دخل عليه زوجها قال إن استطعت أن تصيب منها سخلة * وذكر أن ابن الأشعث نظر إلى رجل من أصحابه وهو هارب إلى بلاد رتبيل فتمثل يطرده الخوف فهو تائه * كذاك من يكره حر الجلاد منخرق الخفين يشكو الوجا * تنكبه أطراف مرو حداد قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد فالتفت إليه فقال يا لحية هلا ثبت في موطن من المواطن فنموت بين يديك فكان خيرا لك مما صرت إليه (قال هشام) قال أبو مخنف خرج الحجاج في أيامه تلك يسير ومعه حميد الأرقط وهو يقول:
ما زال يبنى خندقا ويهدمه * عن عسكر يقوده فيسلمه حتى يصير في يديك مقسمه * هيهات من مصفه منهزمه إن أخا الكظاظ من لا يسأمه فقال الحجاج هذا أصدق من قول الفاسق أعشى همدان نبئت أن بنى يو * سف خر من زلق فتبا قد تبين له من زلق وتب ودحض فانكب وخاف وخاب وشك وارتاب ورفع صوته فما بقى أحد إلا فزع لغضبه وسكت الأريقط فقال له الحجاج عد فيما كنت فيه مالك يا أرقط قال إني جعلت فداك أيها الأمير وسلطان الله عزيز ما هو إلا