رجوت أن يكتب إليه أن يقر يزيد قال انا أهل بيت بورك لنا في الطاعة وأنا أكره المعصية والخلاف فأخذ في الجهاز وأبطأ ذلك على الحجاج فكتب إلى المفضل إني قد وليتك خراسان فجعل المفضل يستحث يزيد فقال له يزيد إن الحجاج لا يقرك بعدي وإنما دعاه إلى ما صنع مخافة أن أمتنع عليه قال بل حدثني قال يزيد يا ابن بهلة أنا أحسدك ستعلم وخرج يزيد في ربيع الآخر سنة 85 فعزل الحجاج المفضل فقال الشاعر للمفضل وعبد الملك وهو أخوه لامه يا ابني بهلة إنما أخزاكما * ربى غداة غدا الهمام الأزهر أحفرتم لأخيكم فوقعتم * في قعر مظلمة أخوها المعور جودوا بتوبة مخلصين فإنما * يأبى ويأنف أن يتوب الأخسر وقال حضين ليزيد أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فأصبحت مسلوب الامارة نادما فما أنا بالباكي عليك صبابة * وما أنا بالداعي لترجع سالما فلما قدم قتيبة خراسان قال لحضين كيف قلت ليزيد قال قلت أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فنفسك أولى اللوم إن كنت لائما فإن يبلغ الحجاج أن قد عصيته * فإنك تلقى أمره متفاقما قال فماذا أمرته به فعصاك قال أمرته أن لا يدع صفراء ولا بيضاء إلا حملها إلى الأمير فقال رجل لعياض بن حضين أما أبوك فوجده قتيبة حين فره قارحا بقوله أمرته أن لا يدع صفراء ولا بيضاء إلا حملها إلى الأمير * قال على وحدثنا كليب بن خلف قال كتب الحجاج إلى يزيد أن اغز خوارزم فكتب إليه أيها الأمير انها قليلة السلب شديدة الكلب فكتب إليه الحجاج استخلف وأقدم فكتب إليه إني أريد أن أغزو خوارزم فكتب إليه لا تغزها فإنها كما وصفت فغزا ولم يطعه فصالحه أهل خوارزم وأصاب سبيا مما صالحوه وقفل في الشتاء فاشتد عليهم البرد فأخذ الناس ثياب الاسرى فلبسوها فمات ذلك السبى من البرد قال ونزل يزيد بالاستانة وأصاب أهل مرو الروذ طاعون ذلك العام فكتب إليه الحجاج أن
(١٩٣)