في الحرم ثم قال إني قد استعملت عليكم بشر بن مروان وأمرته بالاحسان إلى أهل الطاعة والشدة على أهل المعصية فاسمعوا له وأطيعوا واستعمل محمد بن عمير على همذان ويزيد بن رويم على الري وفرق العمال ولم يف لاحد شرط عليه ولاية أصبهان ثم قال على هؤلاء الفساق الذين أنغلوا الشأم وأفسدوا العراق فقيل قد أجارهم رؤساء عشائرهم فقال وهل يجير على أحد وكان عبد الله بن يزيد ابن أسد لجأ إلى علي بن عبد الله بن عباس ولجأ إليه أيضا يحيى بن معيوف الهمداني ولجأ الهذيل بن زفر بن الحارث وعمرو بن زيد الحكمي إلى خالد بن يزيد بن معاوية فآمنهم عبد الملك فظهروا (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة تنازع الرياسة بالبصرة عبيد الله بن أبي بكرة وحمران بن أبان * حدثني عمر بن شبة قال حدثني علي بن محمد قال لما قتل المصعب وثب حمران بن أبان وعبيد الله بن أبي بكرة فتنازعا في ولاية البصرة فقال ابن أبي بكرة أنا أعظم غناء منك أنا كنت أنفق على أصحاب خالد يوم الجفرة فقيل لحمران إنك لا تقوى على ابن أبي بكرة فاستعن بعبد الله بن الأهتم فإنه إن أعانك لم يقو عليك ابن أبي بكرة ففعل وغلب حمران على البصرة وابن الأهتم على شرطها وكان لحمران منزلة عند بنى أمية * حدثني أبو زيد قال حدثني أبو عاصم النبيل قال أخبرني رجل قال قدم شيخ أعرابي فرأى حمران فقال من هذا فقالوا حمران فقال لقد رأيت هذا وقد مال رداؤه عن عاتقه فابتدره مروان وسعيد بن العاص أيهما يسويه قال أبو زيد قال أبو عاصم فحدثت بذلك رجلا من ولد عبد الله بن عامر فقال حدثني أبي أن حمران مد رجله فابتدر معاوية وعبد الله بن عامر أيهما يغمزها (وفى هذه السنة) بعث عبد الملك خالد بن عبد الله على البصرة واليا * حدثني عمر قال حدثني علي بن محمد قال مكث حمران على البصرة يسيرا وخرج ابن أبي بكرة حتى قدم على عبد الملك الكوفة بعد مقتل مصعب فولى عبد الملك خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد على البصرة وأعمالها فوجه خالد عبيد الله ابن أبي بكرة خليفته على البصرة فلما قدم على حمران قال أقد جئت لا جئت فكان ابن أبي بكرة على البصرة حتى قدم خالد (وفى هذه السنة) رجع عبد الملك فيما زعم الواقدي
(١٣)