من الغد تبين لهم قتل مصعب فبايع المهلب الناس لعبد الملك بن مروان فأتتهم الخوارج فقالوا ما تقولون في مصعب قالوا يا أعداء الله لا نخبركم ما قولنا فيه وكرهوا أن يكذبوا أنفسهم عندهم قالوا فقد أخبرتمونا أمس أنه وليكم في الدنيا والآخرة وأنكم أولياؤه أحياء وأمواتا فأخبرونا ما قولكم في عبد الملك قالوا ذاك إمامنا وخليفتنا ولم يجدوا إذ بايعوه بدا من أن يقولوا هذا القول قالت لهم الأزارقة يا أعداء الله أنتم أمس تتبرؤن منه في الدنيا والآخرة وتزعمون أنكم له أعداء أحياء وأمواتا وهو اليوم إمامكم وخليفتكم وقد قتل إمامكم الذي كنتم تولونه فأيهما المحق وأيهما المهتدى وأيهما الضال قالوا لهم يا أعداء الله رضينا بذاك إذ كان ولى أمورنا ونرضى بهذا كما رضينا بذاك قالوا لا والله ولكنكم إخوان الشياطين وأولياء الظالمين وعبيد الدنيا وبعث عبد الملك بن مروان بشر بن مروان على الكوفة وخالد بن عبد الله ابن خالد بن أسيد على البصرة فلما قدم خالد أثبت المهلب على خراج الأهواز ومعونتها وبعث عامر بن مسمع على سابور ومقاتل بن مسمع على اردشير خره ومسمع بن مالك بن مسمع على فساودرا بجرد والمغيرة بن المهلب على إصطخر ثم إنه بعث إلى مقاتل فبعثه على جيش وألحقه بناحية عبد العزيز فخرج يطلب الأزارقة فانحطوا عليه من قبل كرمان حتى أتوا درابجرد فسار نحوهم وبعث قطري مع صالح بن مخراق تسعمائة فارس فأقبل يسير بهم حتى استقبل عبد العزيز وهو يسير بالناس ليلا يجرون على غير تعبية فهزم الناس ونزل مقاتل بن مسمع فقاتل حتى قتل وانهزم عبد العزيز بن عبد الله وأخذت امرأته ابنة المنذر بن الجارود فأقيمت فيمن يزيد فبلغت مائة ألف وكانت جميلة فغار رجل من قومها كان من رؤس الخوارج يقال له أبو الحديد الشني فقال تنحوا هكذا ما أرى هذه المشركة إلا قد فتنتكم فضرب عنقها ثم زعموا أنه لحق بالبصرة فرآه آل منذر فقالوا والله ما ندري أنحمدك أم نذمك فكان يقول ما فعلته إلا غيرة وحمية وجاء عبد العزيز حتى انتهى إلى رام هرمز وأتى المهلب فأخبر به فبعث إليه شيخا من أشياخ قومه كان أحد فرسانه فقال ائته فإن كان منهزما فعزه وأخبره أنه لم يفعل شيئا لم يفعله الناس قبله
(١٦)