فقالوا يا أمير المؤمنين لو أقمت مكانك وبعثت على هؤلاء الجيوش رجلا من أهل بيتك ثم سرحته إلى مصعب فقال عبد الملك إنه لا يقوم بهذا الامر إلا قرشي له رأى ولعلى أبعث من له شجاعة ولا رأى له وإني أجد في نفسي أنى بصير بالحرب شجاع بالسيف إن ألجئت إلى ذلك ومصعب في بيت شجاعة أبوه أشجع قريش وهو شجاع ولا علم له بالحرب يحب الخفض ومعه من يخالفه ومعه من ينصح لي فسار عبد الملك حتى نزل مسكن وسار مصعب إلى باجميرا وكتب عبد الملك إلى شيعته من أهل العراق فأقبل إبراهيم بن الأشتر بكتاب عبد الملك مختوما لم يقرأه فدفعه إلى مصعب فقال ما فيه؟ فقال ما قرأته فقرأه مصعب فإذا هو يدعوه إلى نفسه ويجعل له ولاية العراق فقال لمصعب إنه والله ما كان من أحد آيس منه منى ولقد كتب إلى أصحابك كلهم بمثل الذي كتب إلى فأطعني فيهم فاضرب أعناقهم قال إذا لا تناصحنا عشائرهم قال فأوقرهم حديدا وابعث بهم إلى أبيض كسرى فاحبسهم هنالك ووكل بهم من إن غلبت ضرب أعناقهم وإن غلبت مننت بهم على عشائرهم فقال يا أبا النعمان إني لفى شغل عن ذلك يرحم الله أبا بحر إن كان ليحذرني غدر أهل العراق كأنه كان ينظر إلى ما نحن فيه * حدثني عمر قال حدثنا محمد بن سلام عن عبد القاهر بن السرى قال هم أهل العراق بالغدر بمصعب فقال قيس بن الهيثم ويحكم لا تدخلوا أهل الشأم عليكم فوالله لئن تطعموا بعيشكم ليصفين عليكم منازلكم والله لقد رأيت سيد أهل الشأم على باب الخليفة يفرح إن أرسله في حاجة ولقد رأيتنا في الصوائف وأحدنا على ألف بعير وإن الرجل من وجوههم ليغزو على فرسه وزاده خلفه قال ولما تدانى العسكران بدير الجانليق من مسكن تقدم إبراهيم بن الأشتر فحمل على محمد بن مروان فأزاله عن موضعه فوجه عبد الملك ابن مروان عبد الله بن يزيد بن معاوية فقرب من محمد بن مروان والتقى القوم فقتل مسلم بن عمرو الباهلي وقتل يحيى بن مبشر أحد بنى ثعلبة بن يربوع وقتل إبراهيم بن الأشتر فهرب عتاب بن ورقاء وكان على الخيل مع مصعب فقال مصعب لقطن بن عبد الله الحارثي أبا عثمان قدم خيلك قال ما أرى ذلك قال ولم قال أكره
(٧)