ابن محمد بن صالح قال لما انصرف مروان إلى منزله من حران بعد فراغه من أهل الشأم لم يلبث إلا ثلاثة أشهر حتى خالفه أهل الشأم وانتقضوا عليه وكان الذي دعاهم إلى ذلك ثابت بن نعيم وراسلهم وكاتبهم وبلغ مروان خبرهم فسار إليهم بنفسه وأرسل أهل حمص إلى من بتدمر من كلب فشخص إليهم الأصبغ بن ذؤالة الكلبي ومعه بنون له ثلاثة رجال حمزة وذؤالة وفرافصة ومعاوية السكسكي وكان فارس أهل الشأم وعصمة بن المقشعر وهشام بن مصاد وطفيل بن حارثة ونحو من ألف من فرسانهم فدخلوا مدينة حمص ليلة الفطر من سنة 127 قال ومروان بحماة ليس بينه وبين مدينة حمص إلا ثلاثون ميلا فأتاه خبرهم صبيحة الفطر فجد في السير ومعه يومئذ إبراهيم بن الوليد المخلوع وسليمان بن هشام وقد كانا راسلاه وطلبا إليه الأمان فصارا معه في عسكره يكرمهما ويدنيهما ويجلسان معه على غدئه وعشائه ويسيران معه في موكبه فانتهى إلى مدينة حمص بعد الفطر بيومين والكلبية فيها قد؟؟ ردموا أبوابها من داخل وهو على عدة معه روابطه فأحدقت خيله بالمدينة ووقف حذاء باب من أبوابها وأشرف على جماعة من الحائط فناداهم مناديه ما دعاكم إلى النكث قالوا فإنا على طاعتك لم ننكث فقال لهم فإن كنتم على ما تذكرون فافتحوا ففتحوا الباب فاقتحم عمرو بن الوضاح في الوضاحية نحو من ثلاثة آلاف فقاتلوهم في داخل المدينة فلما كثرتهم خيل مروان انتهوا إلى باب من أبواب المدينة يقال له باب تدمر فخرجوا منه والروابط عليه فقاتلوهم فقتل عامتهم وأفلت الأصبغ بن ذؤالة والسكسكي وأسرابنا الأصبغ ذؤالة وفرافصة في نيف وثلاثين رجلا منهم فأتى مروان بهم فقتلهم وهو واقف وأمر بجمع قتلاهم وهم خمسمائة أو ستمائة فصلبوا حول المدينة وهدم من حائط مدينتها نحوا من غلوة وثار أهل الغوطة إلى مدينة دمشق فحاصروا أميرهم زامل بن عمرو وولوا عليهم يزيد بن خالد القسري وثبت مع زامل المدينة وأهلها وقائد في نحو أربعمائة يقال له أبو هبار القرشي فوجه إليهم مروان بن حمص أبا الورد بن الكوثر بن زفر ابن الحارث واسمه مجزاة وعمرو بن الوضاح في عشرة آلاف فلما دنوا من المدينة
(٦٠٨)