مقدمة له وانصرف من دير أيوب إلى دمشق وقد استقامت له الشأم كلها ما خلا تدمر وأمر بثابت بن نعيم وبنيه والنفر الذين قطعهم فقتلوا وصلبوا على أبواب دمشق قال فرأيتهم حين قتلوا وصلبوا قال واستبقى رجلا منهم يقال له عمرو بن الحارث الكلبي وكان فيما زعموا عنده علم من أموال كان ثابت وضعها عند قوم ومضى بمن معه فنزل القسطل من أرض حمص مما يلي تدمر بينهما مسيرة ثلاثة أيام وبلغه أنهم قد عوروا ما بينه وبينها من الآبار وطموها بالصخر فهيأ المزاد والقرب والاعلاف والإبل فحمل ذلك له ولمن معه فكلمه الأبرش بن الوليد وسليمان ابن هشام وغيرهما وسألوه أن يعذر إليهم ويحتج عليهم فأجابهم إلى ذلك فوجه الأبرش إليهم أخاه عمرو بن الوليد وكتب إليهم يحذرهم ويعلمهم أنه يتخوف أن يكون هلاكه وهلاك قومه فطردوه ولم يجيبوه فسأله الأبرش أن يأذن له في التوجيه إليهم ويؤجله أياما ففعل فأتاهم فكلمهم وخوفهم وأعلمهم أنهم حمقى وأنه لا طاقة لهم به وبمن معه فأجابه عامتهم وهرب من لم يثق به منهم إلى برية كلب وناديتهم وهم السكسكي وعصمة بن المقشعر وطفيل بن حارثة ومعاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن معاوية وكان صهر الأبرش على ابنته وكتب الأبرش إلى مروان يعلمه ذلك فكتب إليه مروان أن اهدم حائط مدينتهم وانصرف إلى بمن بايعك منهم فانصرف إليه ومعه رؤوسهم الأصبغ ابن ذؤالة وابنه حمزة وجماعة من رؤوسهم وانصرف مروان بهم على طريق البرية على سورية ودير اللثق حتى قدم الرصافة ومعه سليمان بن هشام وعمه سعيد بن عبد الملك وإخوته جميعا وإبراهيم المخلوع وجماعة من ولد الوليد وسليمان ويزيد فاقاموا بها يوما ثم شخص إلى الرقة فاستأذنه سليمان وسأله أن يأذن له أن يقيم أياما ليقوى من معه من مواليه ويجم ظهره ثم يتبعه فأذن له ومضى مروان فنزل عند واسط على شاطئ الفرات في عسكر كان ينزله فأقام به ثلاثة أيام ثم مضى إلى قرقيسيا وابن هبيرة بها ليقدمه إلى العراق لمحاربة الضحاك بن قيس الشيباني الحروري فأقبل نحو من عشرة آلاف ممن كان مروان قطع عليه البعث بدير أيوب لغزو العراق مع قوادهم حتى حلوا بالرصافة فدعوا سليمان إلى خلع مروان ومحاربته (وفى هذه السنة) دخل الضحاك بن قيس الشيباني الكوفة
(٦١٠)