ابن الأهتم فسار سبعا فقدم على يزيد فقال له ما وراءك قال فأعطاه الكتاب فقال ويحك أعندك خير فأعطاه العهد فأمر يزيد بالجهاز للمسير من ساعته ودعا ابنه مخلدا فقدمه إلى خراسان قال فسار من يومه ثم سار يزيد واستخلف على واسط الجراح بن عبد الله الحكمي واستعمل على البصرة عبد الله بن هلال الكلابي وصير مروان بن المهلب على أمواله وأموره بالبصرة وكان أوثق إخوته عنده ولمروان يقول أبو البهاء الأيادي رأيت أبا قبيصة كل يوم * على العلات أكرمهم طباعا إذا ما هم أبوا أن يستطيعوا * جسيم الامر يحمل ما استطاعا وإن ضاقت صدورهم بأمر * فضلتهم بذاك ندى وباعا وأما أبو عبيدة معمر بن المثنى فإنه قال في ذلك حدثني أبو مالك أن وكيع ابن أبي سود بعث بطاعته وبرأس قتيبة إلى سليمان فوقع ذلك من سليمان كل موقع فجعل يزيد بن المهلب لعبد الله بن الأهتم مائة ألف على أن ينقر وكيعا عنده فقال أصلح الله أمير المؤمنين والله ما أحد أوجب شكرا ولا أعظم عندي يدا من وكيع لقد أدرك بثأري وشفاني من عدوى ولكن أمير المؤمنين أعظم وأوجب على حقا وإن النصيحة تلزمني لأمير المؤمنين إن وكيعا لم يجتمع له مائة عنان قط إلا حدث نفسه بغدوة خامل في الجماعة نابه في الفتنة فقال ما هو إذا ممن نستعين به وكانت قيس تزعم أن قتيبة لم يخلع فاستعمل سليمان يزيد بن المهلب على حرب العراق وأمره إن أقامت قيس البينة أن قتيبة لم يخلع فينزع يدا من طاعة أن يقيد وكيعا به فغدر يزيد فلم يعط عبد الله بن الأهتم ما كان ضمن له ووجه ابنه مخلد ابن يزيد إلى وكيع (رجع الحديث إلى حديث على) قال على أخبرنا أبو مخنف عن عثمان بن عمرو بن محصن وأبو الحسن الخراساني عن الكرماني قال وجه يزيد ابنه مخلدا إلى خراسان فقدم مخلد عمرو بن عبد الله بن سنان العتكي ثم الصنابحي حين دنا من مرو فلما قدمها أرسل إلى وكيع أن القنى فأبى فأرسل إليه عمرو يا أعرابي أحمق جلفا جافيا انطلق إلى أميرك فتلقه وخرج وجوه من أهل
(٢٨٩)