في أرضهم وازرعوا وعمل بيوتا من خشب فشتا فيها وزرع الناس ومكث ذلك الطعام في الصحراء لا يكنه شئ والناس يأكلون مما أصابوا من الغارات ثم أكلوا من الزرع فأقام مسلمة بالقسطنطينية قاهرا لأهلها معه وجوه أهل الشأم خالد ابن معدان وعبد الله بن أبي زكرياء الخزاعي ومجاهد بن جبر حتى أتاه موت سليمان فقال القائل تحمل مديها ومدى مسلمه * حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد قال لما ولى سليمان غزا الروم فنزل دابق وقدم مسلمة فهابه الروم فشخص إليون من أرمينية فقال لمسلمة ابعث إلى رجلا يكلمني فبعث ابن هبيرة فقال له ابن هبيرة ما تعدون الأحمق فيكم قال الذي يملا بطنه من كل شئ يجده فقال له ابن هبيرة إنا أصحاب دين ومن ديننا طاعة أمرائنا قال صدقت كنا وأنتم نقاتل على الدين ونغضب له فأما اليوم فإنا نقاتل على الغلبة والملك نعطيك عن كل رأس دينارا فرجع ابن هبيرة إلى الروم من غد وقال أبى أن يرضى أتيته وقد تغدى وملا بطنه ونام فانتبه وقد غلب عليه البلغم فلم يدر ما قلت وقالت البطارقة لإليون إن صرفت عنا مسلمة ملكناك فوثقوا له فأتى مسلمة فقال قد علم القوم أنك لا تصدقهم القتال وأنك تطاولهم ما دام الطعام عندك ولو أحرقت الطعام أعطوا بأيديهم فأحرقه فقوى العدو وضاق المسلمون حتى كادوا يهلكون فكانوا على ذلك حتى مات سليمان قال وكان سليمان بن عبد الملك لما نزل دابق أعطى الله عهدا أن لا ينصرف حتى يدخل الجيش الذي وجهه إلى الروم القسطنطينية قال وهلك ملك الروم فأتاه اليون فأخبره وضمن له أن يدفع إليه أرض الروم فوجه معه مسلمة حتى نزل بها وجمع كل طعام حولها وحصر أهلها وأتاهم اليون فملكوه فكتب إلى مسلمة يخبره بالذي كان ويسأله أن يدخل من الطعام ما يعيش به القوم ويصدقونه بأن أمره وأمر مسلمة واحد وأنهم في أمان من السباء والخروج من بلادهم وأن يأذن لهم ليلة في حمل الطعام وقد هيأ اليون السفن والرجال فأذن له فما بقى في تلك الحظائر الا ما لا يذكر حمل في ليلة وأصبح
(٢٩٢)