رجل بصير بالخراج توليه إياه فتكون أنت تأخذه به صالح بن عبد الرحمن مولى بنى تميم فقال له قد قبلنا رأيك فأقبل يزيد إلى العراق * وحدثني عمر بن شبة قال قال على كان صالح قدم العراق قبل قدوم يزيد فنزل واسطا قال على فقال عباد ابن أيوب لما قدم يزيد خرج الناس يتلقونه فقيل لصالح هذا يزيد وقد خرج الناس يتلقونه فلم يخرج حتى قرب يزيد من المدينة فخرج صالح عليه دراعة ودبوسية صفراء صغيرة بين يديه أربعمائة من أهل الشأم فلقى يزيد فسايره فلما دخل المدينة قال له صالح قد فرغت لك هذا الدار فأشار له إلى دار فنزل يزيد ومضى صالح إلى منزله قال وضيق صالح على يزيد فلم يملكه شيئا واتخذ يزيد ألف خوان يطعم الناس عليها فأخذها صالح فقال له يزيد اكتب ثمنها على واشترى متاعا كثيرا وصك صكاكا إلى صالح لباعتها منه فلم ينفذه فرجعوا إلى يزيد فغضب وقال هذا عملي بنفسي فلم يلبث أن جاء صالح فأوسع له يزيد فجلس وقال ليزيد ما هذه الصحكاك الخراج لا يقوم لها قد أنفذت لك منذ أيام صكا بمائة ألف وعجلت لك أرزاقك وسألت مالا للجند فأعطيتك فهذا لا يقوم له شئ ولا يرضى أمير المؤمنين به وتؤخذ به فقال له يزيد يا أبا الوليد أجز هذه الصكاك هذه المرة وضاحكه قال فإني أجيزها فلا تكثرن على قال لا * قال علي بن محمد حدثنا مسلمة بن محارب وأبو العلاء التيمي والطفيل بن مرداس العمى وأبو حفص الأزدي عمن حدثه عن جهم بن زحر بن قيس والحسن بن رشيد عن سليمان بن كثير وأبو الحسن الخراساني عن الكرماني وعامر بن حفص وأبو مخنف عن عثمان بن عمرو بن محصن الأزدي وزهير بن هنيد وغيرهم وفى خبر بعضهم ما ليس في خبر بعض فألفت ذلك أن سليمان بن عبد الملك ولى يزيد بن المهلب العراق ولم يوله خراسان فقال سليمان بن عبد الملك لعبد الملك بن المهلب وهو بالشام ويزيد بالعراق كيف أنت يا عبد الملك إن وليتك خراسان قال يجدني أمير المؤمنين حيث يحب ثم أعرض سليمان عن ذلك قال وكتب عبد الملك بن المهلب إلى جرير ابن يزيد الجهضمي وإلى رجال من خاصته إن أمير المؤمنين عرض على ولاية خراسان فبلغ الخبر يزيد بن المهلب وقد ضجر بالعراق وقد ضيق عليه صالح
(٢٨٧)