التنبيه الثاني: في استصحاب الكلي.
لا يخفى انه لا يختلف الحال - بملاحظة دليل الاستصحاب بين كون المستصحب أمرا شخصيا جزئيا وكونه امرا كليا، لاطلاق دليله وعدم الموجب للتقييد. وهذا مما لا اشكال فيه كبرويا، وانما الاشكال والكلام في بعض مصاديق استصحاب الكلي ولأجله عقد هذا التنبيه في مباحث الاستصحاب.
وقد ذكر للاستصحاب الكلي أقسام ثلاثة:
القسم الأول: ان يعلم بوجود الكلي في ضمن فرد ثم يشك في بقاء الكلي للشك في بقاء ذلك الفرد الذي تحقق في ضمنه.
القسم الثاني: ان يعلم بوجود الكلي في ضمن فرد مردد بين طويل العمر وقصيره ثم يشك في بقاء الكلي بعد مضي مقدار عمر القصير للشك في أن الحادث هو الطويل المقطوع البقاء أو القصير المقطوع الارتفاع.
الثالث: ان يعلم بوجود الكلي في ضمن فرد ثم يعلم بزوال ذلك الفرد، ولكنه يشك في بقاء الكلي للشك في حدوث فرد آخر مقارن لزوال الفرد الأول.
وقد زاد البعض قسما وقع محلا للكلام أيضا في مباحث المتأخرين وجعل في بعض الكتب قسما رابعا وهو: ان يعلم بوجود الكلي في ضمن فرد ثم يعلم بزواله وبعد ذلك يرى فدا معنونا بعنوان يحتمل انطباقه على الفرد الذي علمنا ارتفاعه ويحتمل انطباقه على فرد آخر، فيلزم من ذلك الشك في وجود الكلي، ومثل له: بما إذا علمنا بالجنابة ليلة الخميس - مثلا - وارتفعت تلك الجنابة بالغسل، ثم رأينا المني يوم الجمعة في الثوب، فيحصل العلم بأننا جنب حين خروج هذا المنى، ولكن نحتمل أن يكون من الجنابة التي اغتسلنا منها ونحتمل أن يكون جنابة جديدة غيرها (1).