وفي كتاب المحاسن - في باب المقائيس والرأي - عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رسالة إلى أصحاب الرأي والمقائيس:
أما بعد، فإن من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف ولم يصب حظه، لأن المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الإرتياء والمقائيس، ومتى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل، لأ نا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلم ولو بعد حين، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو وفي ذلك تحير الجاهلون وشك المرتابون وظن الظانون، ولو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الرسل بما فيه الفصل
____________________
* في الأمر باستنباط ما يجهلونه عنهم (عليهم السلام) في الآية تلويح بل تصريح إلى صحة استنباط المجهول من المعلوم وذلك هو عين الاجتهاد عند الإمامية، لأ نهم لابد من رجوعهم فيه إلى الأصول والقواعد الثابتة عنهم (عليهم السلام) لأن ترجيحهم لحكم من الأحكام لا يستندون فيه إلى الاستنباط من رأيهم أنفسهم وإنما يرجعون فيه ويستخرجونه من آثار الأئمة (عليهم السلام) وقواعدهم، فلا يخرج عما أمروا به بل هو عينه.