وراهب أولئك القوم رجل من طئ، فنادينا بالصلاة فقال الراهب دعوه ثم هرب فلم ير بعد انتهى قال فهذا بيان واضح ان طلق بن علي رجع إلى بلده بعد قدمته تلك ثم لا يعلم له رجوع إلى المدينة بعد ذلك، فمن ادعى ذلك فليثبته بسنة مصرحة ولا سبيل له إلى ذلك انتهى وذكر عبد الحفي احكامه حديث طلق هذا وسكت عنه فهو صحيح عنده على عادته في مثل ذلك وتعقبه بن القطان في كتابه فقال إنما يرويه قيس بن طلق عن أبيه وقد حكى الدارقطني في سننه عن بن أبي حاتم انه سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا قيس بن طلق ليس ممن يقوم به حجة ووهناه ولم يثبتاه قال والحديث مختلف فيه فينبغي ان يقال فيه حسن ولا يحكم بصحته والله أعلم انتهى وأخرج البيهقي في سننه حديث طلق من رواية ملازم بن عمرو ثم قال وملازم بن عمرو فيه نظر قال ورواه محمد بن جابر اليمامي وأيوب بن عتبة عن قيس بن طلق قال وكلاهما ضعيف قال ورواه عكرمة بن عمار عن قيس ان طلقا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله وعكرمة بن عمار أمثل من رواه وهو مختلف فيه في تعديله فغمزه يحيى القطان وأحمد بن حنبل وضعفه البخاري جدا وقيس قال الشافعي سألنا عنه فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره وقد عارضه من عرفنا ثقته وثبته في الحديث ثم أسند عن يحيى بن معين وأبي حاتم وأبي زرعة قالوا لا نحتج بحديثه ثم قال وان صح فنقول ان ذلك كان في ابتداء الهجرة وسماع أبي هريرة وغيره كان بعد ذلك فان طلقا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبني مسجده ثم اخرج عن حماد بن زيد عن محمد بن جابر حدثني قيس بن طلق عن أبيه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبني المسجد فقال لي اخلط الطين فإنك اعلم بخلطه فسألته أرأيت الرجل يتوضأ ثم مس ذكره فقال إنما هو منك انتهى قال ومن أصحابنا من حمله على أنه مسه بظهر كفه ثم أسند إلى طلق قال بينا انا أصلي إذ ذهبت أحك فخذي فأصابت يدي ذكري فسألته عليه السلام فقال إنما هو منك قال والظاهر من حال من يحك فخذه إنما يصيبه بظهر كفه انتهى واما ما رواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا الحسن بن علي الفسوي ثنا حماد بن محمد الحنفي ثنا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من مس ذكره فليتوضأ انتهى فسنده ضعيف
(١٢٢)