موسوعة الإمام الجواد (ع) - السيد الحسيني القزويني - ج ٢ - الصفحة ٦٦٦
وكان يقال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار.
ولولا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - وأعيذك بالله وإيانا من ذلك - لقربت على بعد منزلتك.
واعلم رحمك الله، أنه لا تنال (1) محبة الله إلا ببغض كثير من الناس ولا ولايته إلا بمعاداتهم وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون.
يا أخي! إن الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون معهم على الأذى، يجيبون داعي الله، ويدعون إلى الله.
فأبصرهم، رحمك الله، فإنهم في منزلة رفيعة، وإن أصابتهم في الدنيا وضيعة، أنهم يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله من العمى.
كم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد، وما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار العباد عليهم (2).
(1093) 3 - محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله): عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن أبي البلاد (3)، قال: دخلت على

(١) في البحار: إنا لا ننال....
(٢) الكافي: ج ٨، ص ٤٨، ح ١٧.
عنه البحار: ج ٧٥، ص ٣٦٢، ح ٣.
(٣) الظاهر، أنه وقع التصحيفان في السند:
الأول سقوط (عن أبيه)، والثاني زيادة (ابن الرضا) كما في الخبر الذي قبله حيث روى إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام).
والمراد من أبي جعفر هو الباقر (عليه السلام). لكثرة رواياته عن أبيه واتحاد الخبرين مع تفاوت يسير، وأن أبا إسماعيل الذي خاطبه الإمام (عليه السلام) في الحديث، هو كنية لأبي البلاد، لا لإبراهيم كما صرح به الشيخ في رجاله: ص ٣٤٢ رقم ٥، والبرقي: ص ١٨، وغيرهما.
وأن الذي يشرب النبيذ الحلال هو أبو جعفر الباقر (عليه السلام) كما يظهر من سائر أحاديث الباب.
قال السيد الأبطحي بعد ذكر هذا السند: وفيه نظر، أولا:... وثانيا: باحتمال تصحيف في الحديث وإن لم أقف على تنبيه في كلام الأصحاب.
وذلك: لأنه روى قبله، الكافي: ج ٦، ص ٤١٦، ح ٤، في الصحيح عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن غير واحد حضر معه قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام)....
والظاهر اتحاد الواقعة كما تقف عليه بالتأمل، والله العالم.
وحينئذ فالمراد بأبي جعفر (عليه السلام) في حديث الكافي هو الباقر (عليه السلام)... وبعد اتحاد الحديثين متنا مع اختلاف يسير، يظهر زيادة (ابن الرضا) في النسخ والكتب وقد تقدم في أبي البلاد عن البرقي: ص ١٤، وغيره تكنيته بأبي إسماعيل أيضا، على أن الظاهر كما يساعده الاعتبار أيضا من موثقة حنان، في صدر الباب، الكافي: ج ١، ص 415، ح 1، أن الذي كان يشرب النبيذ الحلال هو أبو جعفر الباقر (عليه السلام). راجع تهذيب المقال: ج 1، ص 323 رقم: 31.
(٦٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 661 662 663 664 665 666 667 668 669 670 671 ... » »»
الفهرست